وأما الدّيلم وما يتصل بها: فمن ناحية الجنوب قزوين والطّرم وشىء من أذربيجان وبعض الرىّ، ويتصل بها من جهة المشرق بقية الرىّ وطبرستان، ويتصل بها من جهة الشمال «٢» بحر الخزر، ومن جهة المغرب شىء من أذربيجان وبلدان الرّان، وقد ضممنا إلى ذلك ما يتصل بها من جبال الرّوبنج وفادوسبان «٣» وجبال قارن وجرجان، وأما بحر الخزر فقد أفردنا له صورة، وقد صورنا الديلم وما يتصل «٤» بها.
وسنذكر من مدنها وما يقع فى أضعافها مثل ما ذكرنا من غيرها، أما الديلم فإنها سهل وجبل، أما السهل فهم الجيل، وهم مفترشون على شط البحر تحت جبال الديلم، وأما الجبل فللديلم المحض، وهى جبال منيعة، والمكان الذي يقيم به الملك يسمى روذبار، وبه يقيم آل جستان، ورياسة الديلم فيهم.
وزعم بعض الناس أن الديلم طائفة من بنى ضبّة، ومواضعهم كثيرة الأشجار والغياض، وأكثر ذلك للجيل فى الوجه الذي يقابل البحر وطبرستان، وقراهم مفترشة، وهم أهل زرع وسوائم، وليس عندهم من الدواب ما يستقلون بها، ولسانهم مفرد غير العربية والفارسية، وفى بعض الجيل- فيما بلغنى- طائفة منهم يخالفون بلسانهم لسان الجيل والديلم، والغالب على خلقة الديلم النحافة وخفة الشعر والعجلة وقلة المبالاة؛ وقد كان الديلم دار كفر يسبى من رقيقهم إلى أيام الحسن بن زيد، فتوسّطهم العلوية وأسلم بعضهم، وفيهم إلى يومنا هذا كفّار بالجبال المتصلة بها.
والرّوبنج وجبال فادوسبان «٥» وقارن هى جبال ممتنعة، لكل جبل منها رئيس «٦» ، والغالب عليها الأشجار العالية والغياض والمياه، وهى خصبة جدا، فأما جبال قارن فإنها قرى لا مدينة بها إلا سهمار «٧» ، على مرحلة من سارية، ومستقر آل قارن بموضع يسمى فرّيم «٨» ، وهو موضع حصنهم وذخائر هم ومكان ملكهم، ويتوارث