صاحب الجبل المملكة بها منذ «١» أيام الأكاسرة، وجبال فادوسبان جبال مملكة، ورئيسهم يسكن قرية تسمى أرم، وليس بجبال فادوسبان «٢» منبر، وبينها وبين سارية مرحلة. وأما جبال الرّوبنج فإنها كانت ممالك، إلا أن فى هذا العصر قد فنيت ملوكهم، وهم من الرىّ وطبرستان، فما كان فى وجه الرىّ فمن حدود الرىّ، وما كان فى وجه طبرستان فمن طبرستان. والمدخل إلى الديلم «٣» من طبرستان على سالوس، وهى على البحر ولها منعة، إذا استوثق منها بالشحنة صعب المسلك على أهل الديلم إلى طبرستان، وبين هذه الجبال من حدّ الديلم إلى أستراباذ إلى البحر أكثر من «٤» يوم، وربما ضاق حتى يضرب الماء الجبل، فإذا جزت «٥» الديلم إلى الجيل اتسع حتى صار بينه وبين البحر مسيرة يومين وأكثر.
وأما نواحى قزوين فإن الذي يتصل بها من المدن أبهر وزنجان والطّالقان؛ ويتصل بالرىّ: الخوار وشلنبة وويمة؛ وتقع فى قومس سمنان والدّامغان وبسطام؛ وتقع فى طبرستان: آمل وناتل وسالوس وكلار والرّويان وميلة وبرجى وعين الهمّ ومامطير وسارية وطميسة؛ وتقع فى عمل جرجان: جرجان وأستراباذ وأبسكون ودهستان.
وأما جبال الروبنج وفادوسبان وقارن فلست أعرف بها منبرا غير سهمار، وهى فى جبال قارن، وأعظم هذه المدن الرىّ «٦» ، وهى مدينة إذا جاوزت العراق إلى المشرق فليس مدينة أعمر ولا أكبر ولا أيسر أهلا منها إلى آخر الإسلام، إلا نيسابور فإنها فى العرصة أوسع، فأما اشتباك الأبنية والعمارة واليسار فإنّ الرىّ تفضلها، وطولها فرسخ ونصف فى مثله «٧» ، وبناؤها «٨» طين، وقد يستعمل فيها الجص والآجر، ولها أبواب مشهورة:
منها باب طاق، يخرج منه إلى الجبال والعراق، وباب بليسان يخرج منه إلى قزوين، وباب كوهكين «٩» يخرج منه إلى طبرستان، وباب هشام يخرج منه إلى قومس وخراسان، وباب سين يخرج منه إلى قمّ، ومن أسواقها المشهورة: روذة وبليسان ودهك نو ونصرآباذ وساربانان وباب الجبل وباب هشام وباب سين، وأعمرها الرّوذة، فإن بها معظم التجارات والخانات، وهو شارع عريض مشتبك الخانات والأبنية، ولها مدينة عليها حصن، وفيها المسجد الجامع، وأكثر المدينة خراب، والعمارة فى الربض، ومياههم من الآبار، ولها أيضا قنّى، ولهم فى المدينة نهران للشرب «١٠» ، أحدهما يسمى سورقنى يجرى على الرّوذة، والآخر الجيلانىّ يجرى على ساربانان،