ومنهما شربهم، ولهم قنى كثيرة وما يفضل عن مشربهم يفرغ إلى ضياعهم. ونقودهم الدراهم والدنانير، وزىّ أهلها زىّ العراق، ويرجعون إلى مروّة، ولهم دهاء وتجارب، وبها قبر محمد بن الحسن الفقيه والكسائى «١» المقرئ والفزارىّ المنجّم.
وأما الخوار فإنها مدينة صغيرة نحو ربع ميل، وهى عامرة وبها ناس يرجعون إلى شرف، ولهم ماء جار يخرج من ناحية دنباوند، ولهم ضياع ورساتيق. وأما ويمة وشلنبة فهما من ناحية دنباوند، وهما مدينتان صغيرتان أصغر من الخوار، وأكبرهما ويمة، ولهما زروع ومياه وبساتين، ولهما أعناب كثيرة وجوز، وهى أشد تلك النواحى بردا؛ وللرى سوى هذه المدن قرى تزيد فى الكبر على هذه المدن كثيرا، مثل سدّ «٢» وورامين وأرنبوية «٣» وورزنين ودزاه وقوسين، وغير ذلك من القرى التى بلغنى أن فيها ما يزيد أهلها على عشرة آلاف رجل.
ومن رساتيقها المشهورة قصران الداخل والخارج وبهزان والسّن وبشاويه ودنباوند «٤» ورستاق قوسين وغير ذلك، ويرتفع من الرىّ مما يجلب إلى غيرها القطن الذي يحمل إلى بغداد وأذربيجان «٥» ، ومن الثياب المنيّرة والأبراد والأكسية «٦» .
وليس لجميع هذه النواحى نهر تجرى فيه السفن. وأما الجبال فإن من حدّ عمل ارى دنباوند، وهو جبل رأيته أنا من وسط روذة بالرى، وبلغنى أنه يرى من قرب ساوة، وهو جبل وسط جبال يعلو فوقها كالقبّة، ويحيط بالموضع الذي يعلو على الجبال نحو أربعة فراسخ، ولم يصح عندى أن أحدا ارتقى أعلاه؛ وفى حماقات الأوّلين أن الضحّاك الملك مقيد «٧» بها، وأن السحرة يجتمعون إليه فى أعلاه؛ ويرتفع من أعلاه دخان دائم الدهر كله، وحوالى هذه القلّة قرى، منها قرية دبيران ودرمية وبرا وغيرها من القرى، وكان على بن شروين الذي أسر على وادى جيحون من قرية درمية، إلا أن القلة التى ترتفع عن هذه البقعة جبل أقرع، ليس عليه كثير شجر ولا نبات، ولا يعلم بسائر الجبال ونواحى الديلم «٨» جبل أعظم منه.