وأما حدود خوزستان فإن شرقيّها حد فارس وأصبهان، وبينها وبين حدّ فارس من حدّ أصبهان نهر طاب وهو الحدّ إلى قرب مهروبان، ثم يصير الحد بين الدّورق ومهروبان على الظهر إلى البحر، وغربيّها حدّ رستاق واسط ودور الراسبىّ، وشماليها حدّ الصّيمرة وكرخا واللّور، حتى يتصل على حدود الجبال إلى أصبهان، على أنه يقال إن اللّور كانت من خوزستان فحوّلت إلى الجبال، وحدّ خوزستان مما يلى فارس وأصبهان وحدود الجبال وواسط على خط مستقيم فى التربيع، إلا أن الحدّ الجنوبى من عبّادان إلى رستاق واسط يصير مخروطا، فيضيق فى التربيع عما قابله، وفى حدّ الجنوب أيضا- من حدّ عبادان على البحر إلى حدّ فارس- تقويس يسير فى الزاوية، فينتهى هذا الحدّ الجنوبى إلى شىء من البحر، ثم إلى دجلة حتى يجاوز بيان، ثم ينعطف وراء المفتح والمذار إلى أن يتصل برستاق واسط من حيث ابتدأنا.
وأما ما يقع فيها من المدن فانها كور، منها الأهواز واسمها هرمز شهر، وهى الكورة العظيمة التى ينسب إليها سائر الكور، وعسكر مكرم وتستر وجنديسابور والسّوس ورامهرمز وسرّق، وكل ما ذكرنا من كورة فهى اسم المدينة، غير سرّق فإن مدينتها الدّورق، وهى المعروفة بدورق الفرس، وإيذج ونهر تيرى وحومة الزّط والخابران وهما واحد، وحومة البنيان وسوق سنبيل ومناذر الكبرى ومناذر الصغرى وجبّى والطّيب وكليوان فهذه مدن لكل مدينة كورة، ومن مدنها المعروفة المشهورة بصنّى وأزم وسوق الأربعاء وحصن مهدى وباسيان وبيان وسليمانان وقرقوب ومتّوث وبرذون وكرخا.
وخوزستان فى مستوى وأرض سهلة ومياه جارية، فمن أكبر أنهارها نهر تستر. وهو النهر الذي بنى عليه سابور الملك شاذروان بباب تستر، حتى ارتفع ماؤه إلى أرض المدينة، لأن تستر على مكان مرتفع من الأرض، فيجرى هذا النهر من وراء عسكر مكرم على الأهواز، حتى ينتهى على نهر السّدرة إلى حصن مهدى ويقع فى البحر، ويجرى من ناحية تستر نهر المسرقان حتى ينتهى إلى عسكر مكرم سفلىّ الأهواز، وآخره بالأهواز لا يتجاوزها، فإذا انتهى إلى عسكر مكرم فعليه جسر كبير نحو عشرين سفينة، تجرى فيه السفن العظام، وقد