وهو مقدار ما يدير عشرين رحى؛ وهرموز إنما هى مجمع تجارة كرمان، وهى فرضة البحر وموضع السوق، وبها مسجد جامع ورباط «١» ، وليس بها كثير مساكن وإنما مساكن التجار فى رستاقها، متفرقين فى القرى نحو فرسخين، وبلدهم كثير النخل، والغالب على زرعهم الذرة.
وأما جيرفت فإن طولها نحو ميلين، وهى متجر خراسان وسجستان، ويجتمع فيها ما يكون بالصرود والجروم، من الثلج والرطب والجوز والأترجّ، وماؤهم من نهر ديوروذ، وهى خصبة جدا وزروعهم سقى، وأما بمّ فإن فيها نخيلا، ولها قرى كثيرة، وهى أصح هواء من جيرفت، ولها قلعة منيعة مشهورة «٢» وهى فى المدينة؛ وبمدينة بمّ ثلاثة مساجد يجمّعون فيها الجمعات، فمنها مسجد للخوارج فى السوق عند دار منصور بن خردين، ومسجد جامع فى البزّازين لأهل الجماعة، ومسجد جامع فى القلعة، وفى المسجد الجامع للخوارج بيت مالهم للصدقات، وشراتهم «٣» قليلون، إلا أن لهم يسارا، وبمّ أكبر من جيرفت. وفهرج مدينة صغيرة، وعامة حشيشها النرجس والسوسن وحطبهم كله من الآس «٤» . وأما الشيرجان فمياههم من القنّى فى المدينة، ومياه رساتيقها من الآبار، وهى أكبر مدينة بكرمان، وأبنيتها من «٥» آزاج لقلة الخشب بها، والغالب على أهل الشيرجان مذهب أهل الحديث، والغالب على أهل جيرفت الرأى، والغالب على أهل الروذبار «٦» وقوهستان أبى غانم والبلوص والمنوجان التشيع، ومن حد مغون وولا شجرد إلى ناحية هرموز يزرع النيل والكمّون ويحمل منها إلى الآفاق، ويتخذ بها الفانيذ «٧» وقصب السكر، والغالب على طعامهم الذرة، وبها نخيل كثير حتى ربما بلغ بها وبسائر الجروم من جيرفت التمر مائة منّ بدرهم، ولهم سنّة حسنة لا يرفعون من تمورهم ما أسقطه الريح، فيأخذه غير أربابه، وربما كثرت الرياح فيصير إلى الضعفاء من التمور فى التقاطهم إياها أكثر مما يصير للأرباب، وليس عليهم فيها إلا العشور للسلطان، مثل ما بالبصرة. وأما ناحية رويست فإنه بلد قشف، والغالب على أهلها اللصوصية. وشهروا «٨» قرية على البحر بها صيادون، وإنما هى منزل لمن أراد أن يأخذ من فارس إلى هرموز، وليس بها منبر. ولسان أهل كرمان الفارسية، إلا أنّ القفص لهم مع لسان الفارسية لسان القفص «٩» ، وكذلك البلوص والبارز لهم مع لسان الفارسية لسان آخر.
ويرتفع من بمّ ثياب قطن تحمل إلى الآفاق؛ ومن ناحية زرند ترفع بطائن معروفة تحمل إلى فارس والعراق.