ومجاريها ومصباتها، كما يذكر الجبال والنطاقات الرملية، ولا يغفل ذكر أحوال المناخ وكذلك يعالج التربة على نحو ما ذكر عن أرض العراق.
وفى مجال الأحوال الاقتصادية: نجد أن الإصطخرى حديثه مقتضب يذكر غلات الإقليم، وقد يعرض لبعض الصناعات أو يذكر العملة والموازين والمكاييل، والحديث هنا أقرب للمشاهدات التى سجلها فى البلاد التى زارها.
وفى مجال العمران: نجد أن ذكر المدن هو الذي يستغرق جزءا كبيرا من كتابه، ويتناول المدينة وموقعها ومبانيها ومابها من المرافق المهمة والآثار إن وجدت.
أخيرا فى نهاية كل إقليم يفرد للطرق حيزا يكاد يقارب اهتمامه بالمدن وهذا ما يحقق مدلول كلمة «المسالك» فى عنوان كتابه، ومع هذا فليس ما يرد بالتفصيل فى بعض الطرق بالأقاليم- كما سنذكر بعد قليل- هو ما اتبعه، وإنما يختصر تناوله للطرق بسرد المسافات التى يقيسها أحيانا بالأيام وتارة بالفراسخ أو المراحل. ويعتبر ما ذكره الإصطخرى عن الطرق فى مفازة خراسان خير مثال لدراسته للطرق باعتبارها شرايين الحياة فى هذه المفازة التى تتوسط معظم أقاليم الشرق الإسلامى، وبعد أن صور تلك الطرق على خريطة قال:«هذه المفازة من أقل مفاوز الإسلام سكانا ومدنا وقرى ... وليس يستدرك من هذه المفازة إلّا علم الطريق ... » وقد أظهر المنطقة كمنطقة تخوم بين الأقاليم المحيطة بها، وأنها ليست فى حيز إقليم بعينه فيرعاها أهل ذلك الإقليم بالحفظ، ومن ثم كثرت فيها اللصوص، ويصعب سلوكها بالخيل، وإنما تقطع بالجمال، وبعد أن شرع فى ذكر طرق المفازة سرد مقومات هذه الطرق من الناحيتين الطبيعية والبشرية فذكر: