من غزنة، فإنّها فرضة الهند. وكابل لها قهندز موصوف بالتحصن «١» ، وإليها طريق واحد، وفيها المسلمون، ولها ربض به الكفار من الهنود، ويزعمون أنّ الشاه لا يستحق الملك إلا بأن يعقد له الملك بكابل- وإن كان منها على بعد، ولا يستحقه حتى يصل «٢» إليها فيعقد الشاهيّة له هناك، وهى فرضة الهند أيضا. ويرتفع من بلخ النوق من البخاتى المقدّمة على سائر البخت بالنواحى، وبها الأترجّ والنيلوفر وقصب السكر وما لا يكون «٣» إلا بالبلدان الحارة، إلا أنه لا نخيل بها، ويقع فيها وفى نواحيها الثلوج. ولجرا «٤» وسكاوند وكابل جروم حارّة غير أنه لا نخيل بها.
وأما الغور فإنها جبال يحيط بها من كل جانب دار الإسلام، وأهلها كفار إلا نفرا يسيرا مسلمين، وهي جبال منيعة، ولسانهم غير لسان أهل خراسان، وجبالهم خصبة كثيرة الزروع والمواشى والمراعى، وأدخلناها فى جملة خراسان لأن ثلاثة من حدودها تحيط بها خراسان، وحدّ لها يلى نواحى سجستان، وأكثر رقيق الغور يقع إلى هراة وسجستان ونواحيها، وتمتد من ظهر الغور جبال فى حدّ خراسان على حدود الباميان إلى البنجهير حتى تدخل بلاد وخّان، وتفترق فى ما وراء النهر إلى داخل الترك على حدود إيلاق والشاش إلى قرب خرخيز، وفى هذا الجبل من أوله إلى آخره معادن الفضة والذهب، وأغزرها «٥» ما قرب من بلاد خرخيز، حتى ينتهى إلى ما وراء النهر من فرغانة والشاش، وأغزر هذه المعادن فى دار الإسلام فى ناحية بنجهير وما والاها.
وأما سواحل جيحون وخوارزم فإنا نذكرها فى صفة ما وراء النهر.
وآمل وزمّ هما مدينتان متقاربتان فى الكبر على شط جيحون، ولهما ماء جار وبساتين وزروع؛ وآمل مجمع طرق خراسان إلى ما وراء النهر، وخوارزم على الساحل، وزمّ «٦» دون آمل فى العمارة، إلا أنّ بها معبر ما وراء النهر إلى خراسان «٦» ، ويحيط بهما جميعا مفازة تصل من حدود بلخ إلى بحر خوارزم، والغالب على هذه المفازة الرمال، وليس بها عيون ولا أنهار إلا آبار ومراع، إلى أن ينتهى إلى طريق مرو إلى آمل، ثم يصير بينها وبين خوارزم وبلاد الغزية مفاوز، تقل «٧» آبارها والسوائم بها، وأكثر السوائم بخراسان من الإبل بناحية سرخس وبلخ، فأما الغنم فإن أكثرها يجلب إليهم من بلاد الغزية «٧» ومن الغور والخلج. وبخراسان من الدواب والرقيق والأطعمة والملبوس وسائر «٨» ما يحتاج الناس «٨» إليه ما يسعهم، فأنفس الدّواب ما يرتفع «٩»