وماء ينبع من عين، وهى كثيرة النزه والبساتين والمياه، وليس بجميع أشروسنة نهر تجرى فيه سفينة ولا بها بحيرة «١» .
والبتّم جبال شاهقة منيعة، وأكثرها تغلب عليها البرد»
، وبالبتّم حصون منيعة جدا، وفيه معدن الذهب والفضة والزاج والنوشاذر «٣» ، وهو جبل فيه مثل الغار يبنى عليه بيت ويستوثق من أبوابه وكواه، فيرتفع من الغار بخار يشبه بالنهار الدخان وبالليل النار، فإذا تلبّد هذا البخار قلع منه وهو النوشاذر «٤» ، ولا يتهيأ لأحد أن يدخله من شدة حرّه، إلا أن يلبس لبودا ويدخل بها كالمختلس، وهذا البخار يتنقّل من مكان إلى مكان فيحفر عليه حتى يظهر، فإذا «٥» انقطع من مكان حفر عليه من مكان آخر فظهر منه. والبتّم جبال تسمى البتّم الأول والأوسط والداخل، وماء سمرقند والسغد وبخارى من البتّم الوسطى «٦» . ومينك الموضع الذي قاتل فيه قتيبة بن مسلم، وحصار «٧» الافشين هناك «٨» .
وأما الشاش وإيلاق فإنّ مقدار عرضهما مسيرة يومين فى ثلاثة «٩» ، وهى كثيرة القرى العمارات والمنابر، وهى فى أرض سهلة كثيرة المراعى والرياض، وبالشاش وبإيلاق مدن كثيرة ذوات أبواب وأسوار وأرباض