وأما حصون فارس فإن منها مدنا محصنة بحصن، ومنها حصون داخل المدينة وحواليها أرباض، ومنها قهندزات «١» فى مدن، ومنها حصون فى جبال منيعة، مفردة عن البنيان قائمة بأنفسها، وأما المدن المحصّنة فإنها إصطخر بها حصن حواليه ربض، ومدينة كثه بها حصن وربض؛ والبيضاء بها حصن وربض؛ والسّرمق بها حصن وربض وقهندز؛ وإقليد لها قهندز وربض، وقرية الآس لها قهندز وربض؛ وشيراز لها قهندز يسمى قلعة شهموبذ ولها ربض «٢» ؛ وجور عليها حصن وليس بها ربض، وكارزين «٣» لها قهندز وربض؛ وكير لها قهندز وربض؛ وأبزر لها قهندز وربض؛ وسميران لها قهندز وربض، وفسا لها حصن «٤» وربض؛ ودارابجرد لها حصن وربض؛ وروبنج لها حصن وربض؛ وسابور لها سور وليس «٥» لها ربض، والجنّجان لها حصن وليس لها ربض؛ جفتة لها حصن. وأما القلاع بها «٦» فإنّه يقال فيما بلغنى أن لفارس زيادة على خمس آلاف قلعة، مفردة فى الجبال وبقرب المدن وفى المدن، ولا يتهيّأ تقصّيها إلا من الدواوين، وكذلك ما ذكرناه من المدن المحصّنة فإنى لا أقدر على تقصّيها، وإنما أذكر جوامع ما أعرفه من ذلك، إلا أن فى هذه القلاع ما لم يذكر لأحد من الجبابرة أنه قدر على فتحها عنوة، منها قلعة ابن عمارة وتسمى قلعة الدّيكدان وتنسب إلى الجلندى، ولا يقدر أحد أن يرتقى إليها بنفسه، إلا أن يرقى به فى شىء من البجر «٧» ، وهى مرصد لآل عمارة فى البحر، ويعشّرون منها المراكب؛ وقلعة الكاريان على جبل طين، قصدها محمد بن واصل فى جيشه، فتحصن بها أحمد بن الحسن الأزدىّ فلم يقدر عليها؛ وقلعة سعيد أباذ برامجرد من كورة اصطخر، وهى على جبل شاهق المرتقى «٨» إليها فرسخ، وكانت فى الشرك تعرف بقلعة اسفندباذ، فلما كان فى الإسلام تحصّن فيها زياد بن أبيه أيام أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب عليه السلام ونسبت إلى زياد، ثم تحصّن بها آخر أيام بنى أمية منصور بن جعفر وكان واليا على فارس، فنسبت القلعة إليه فعرفت بقلعة منصور، فتعطلت مدة ثم بناها محمد بن واصل الحنظلى فنسبت القلعة إليه- وكان واليا على فارس؛ فلما أخذه يعقوب بن الليث لم يقدر على فتحها إلا بأمر محمد بن واصل، فخرّبها ثم احتاج إليها فأعاد بناءها، وجعلها محبسا لمن سخط عليه؛ وقلعة إشكنوان من رستاق مائين المرتقى إليها صعب، وهى منيعة جدا وفيها عين ماء جار؛ وقلعة جوذرز صاحب كيخسرو بموضع يسمى السويقة من كام فيروز وهى منيعة جدا؛ وقلعة الجصّ بناحية أرّجان فيها مجوس، وباد كذارات الفرس وأيامهم تتدارس فيها «٩» ، وهى منيعة جدا؛ وقلعة إيرج وهى منيعة جدا؛ وأما القلاع المنيعة التى يقدر على الاحتيال لفتحها فهى أكثر من أن يبلغها حفظى.