فارس نهر أكثر عمارة من هذا النهر. وأما نهر جرشيق فإنه يخرج من رستاق ماصرم «١» ، ويخترق رستاق المشجان حتى يجرى تحت قنطرة حجارة عادية- تعرف بقنطرة سبوك، حتى يدخل رستاق خرّه فيسقيها، ثم إلى رستاق داذين ويقع فى نهر اخشين؛ وأما نهر الكرّ فإنه يخرج من كروان من حدود الأرد- وينسب إلى كروان هذا النهر، فيخرج من شعب بوّان ثم يسقى رستاق كام فيروز، وينحدر فيسقى قرية رامجرد وكاسكان والطسّوج، وينتهى إلى بحيرة بجفوز وتسمى بحيرة البختكان، ويقال إن له منبعا يخرج من بعض كور درابجرد فينتهى إلى البحر. وأما نهر فرواب فإنه يخرج من الجوبرقان، من قرية تعرف «٢» بفرواب، فيجرى على باب اصطخر تحت قنطرة خراسان حتى يسقط إلى نهر الكر، ومنها نهر يعرف بتيرزه، يخرج من ناحية دارجان سياه فيسقى رستاق الجنيفغان وجور، حتى يخترق رساتيق أردشير خرّه ثم يقع فى البحر؛ وأما الأنهار التى تقصر عن هذا المقدار فى العظم فإنها تكثر عن إحصائى.
وأما بحار فارس فإن منها بحر فارس، وهو خليج من البحر المحيط فى حد الصين وبلد الواق واق، حتى يجرى على حدود بلدان الهند والسند وكرمان إلى فارس، وينسب هذا البحر من بين سائر الممالك التى عليه إلى فارس، لأنه ليس عليه مملكة أعمر منها، ولأن ملوك الفرس كانوا على قديم الزمان أقوى سلطانا، وهم المستولون إلى يومنا هذا على ما بعد وقرب من شطوط هذا البحر «٣» . ومن بحيراتها التى تحيط بها القرى والعمارات بحيرة البختكان، التى يقع فيها نهر الكرّ، وهى من ناحية جفوز إلى قرب كرمان «٤» ، فيكون طولها نحو عشرين فرسخا، وماؤها مالح وينعقد فيها الملح، وحواليها مسبع، وتحيط بها رساتيق وقرى، وهى فى كورة اصطخر؛ وبحيرة بدشت أرزن من كورة سابور، طولها نحو عشرة فراسخ، وماؤها عذب، وربما تجف حتى لا يبقى فيها من الماء إلا القليل، وربما امتلأت نحو عشرة فراسخ، وتحتفّ بها القرى والعمارات، وعامة سمك شيراز منها؛ وبحيرة توّز من كورة سابور بقرب كازرون، وطولها نحو عشرة فراسخ إلى قرب مورق، وماؤها مالح وفيها صيد كثير ومنافع «٥» ، وبحيرة الجنكان مالحة، طولها نحو اثنى عشر فرسخا، ويرتفع من أطرافها الملح، وحواليها قرى الكهرجان، وهى من أردشير خرّه أولها من شيراز على فرسخين وآخرها حدّ خوزستان، وبحيرة الباسفويه «٦» - التى عليها دير الباسفوية «٧» - طولها نحو ثمانية فراسخ، وماؤها مالح وصيدها كثير، وفى أطرافها آجام كثيرة، فيها قصب وبردىّ