منهم. أما عن جهاد صلاح الدين وانتصاره على الصليبيين، وسفار ابن منقذ إلى المنصور الموحدى، فقد شغلت عدة صفحات مهمة ك نأمل لو أنها زادت إلى أكثر من ذلك.
والقسم الأخير الخاص بالمغرب مهم جدا بالنسبة لتاريخ الموحدين.
فصاحب الكتاب يندد بمرارة بثورة على بن غانية فى إفريقية، ويدافع عن موقف سيده الأمير. أما المعلومات المتعلقة بالمغرب الأقصى فهى أصيلة ومهمة للغاية: مثل المجهودات المعمارية التى قام بها أمراء الموحدين الثلاثة الأول، وخاصة يعقوب منهم: كعمليات المياه، وبناء المساجد والقصور، ثم إنشاء الحصون فى مدن مراكش وفاس ومكناسة.
من كل ما تقدم يتبين أن كتاب الاستبصار يعتبر حقيقة موسوعة تاريخية جغرافية مختصرة.
تحقيق النص:
وقد رجعنا فى تحقيق النص إلى مخطوطات ثلاث: واحدة بالمكتبة الوطنية بباريز (القسم العربى رقم ٢٢٢٥) ، وهى بخط مغربى مقروء، ولكن تنقصها الورقات الأولى والأخيرة، هذا بالإضافة إلى بعض النقص الذي يوجد فيها من حين لآخر، واثنتان بالمكتبة الوطنية بمدينة الجزائر: أولاهما (رقم ١٥٦٠) فى حالة جيدة وهى كاملة؛ والثانية (رقم ٣٢١٦) رغم أنها كاملة، إلا أنها فى حالة رديئة وذات خط غير مقروء فى بعض الأحوال.
وإلى جانب ذلك رجعنا أخيرا إلى طبعة فون كرمر (von kremer) الخاصة بالمغرب والتى نشرها عن مخطوط لا نعرف مصيره، وهى تحتوى على كثير من النقص.