للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هل هو راق أو ماش؛ فى كل عطف من هذا المصعد باب دار داخلها بيوت مربعة، سعة كل بيت منها ٢٠ ذراعا إلى ١٠ أذرع، قد فتح له مضاو ومنافس للهواء لئلا تهدمها الرياح. وعدد ما فى المنار من البيوت ٣٦٤ بيتا»

، وعطف مطالعها من أسفلها إلى أعلاها ٧٢ عطفا وفى كل عطف ١٢ درجة. وبيوتها كلها آزاج معقودة، وبناء المنار كله معقود بخشب الساج، وعدة أبوابها الظاهرة خارجا ٢٢ بابا، فتحت لتخرقه الرياح ولولا ذلك لهدمته. وهذا المنار من دخله ولم يعرف مسالكه تاه فيه وضل لأن فيه طرقا تولى إلى أسفله وإلى سرطان الزجاج المتقدم الذكر وإلى البحر. ويقال «ا» إن جيش صاحب المغرب حين وصل الإسكندرية وذلك فى خلافة المقتدر «٢» ، دخل جماعة منهم المنار على خيولهم ليروا ما فيه من الغرائب، فتاهوا وتهوروا هم ودوابهم وفقد منهم عدد كثير. وقد كان البحر أثر فى أسفل المنارة من غربيها كالكهف العظيم فسد بعض أمراء مصر- أظنه من العبيديين «٣» - ذلك الثلم بأساطين الرخام بعضها فوق بعض. فالبحر يضرب اليوم فى تلك الأساطين فلا يؤثر فيها شيئا.

وفى جهة الشمال من المنار بناء عظيم عريض ارتفع من قعر البحر حتى ظهر على وجه الماء، يدل على أنه كانت عليه مصانع قد ذهبت، ويسمى ذلك البنيان الفاروس؛ تحته ترسو السفن لأنه يكف عنها الرياح والموج. وقد زعم قوم أن ذلك الظاهر ليس بيتا وإنما هو ما هدم من حجارة المنار الذي ذكرنا.

قال بعض العارفين إذا أردت أن تبصر ارتفاع المنار وعلوه من الجو فاخرج من الإسكندرية من باب أشتوم «ب» ، وتسير على ضفة البحر نحو نصف ميل ثم تسير نحو الشمال مقدار ذلك ثم تسير على بناء فى البحر كالقناطر «ج» ولها منافس والبحر يضرب من ناحيتها نحو ٤٠٠ خطوه، فإذا خرجت من ذلك البناء سرت