ومن بلاد قسطيلية مدينة الحامّة «ا» : وتعرف اليوم بحامة بنى بهلول، وبنى بهلول من سادات بلاد قسطيلية بل هم أغنى من فيها، وهم من بقايا الروم الذين أسلموا على أموالهم. وعندهم كرم كثير وبر بالأضياف وحرص على التضييف، وهو الذي رفع ذكرهم فى تلك البلاد. وهذه المدينة لها حصن يسمونه القصر؛ وهو مختص ببنى بهلول «١» وحاشيتهم. ولها أرباض واسعة يسكنها الناس؛ وهى كثيرة التمر والزيتون وجميع الفواكه؛ ومن مدن نفزاوة ما يضاهيها. ومياه هذه المدينة كلها حامة حارة. وليس ببلاد الجريد أكثر عنبا منها ولا أطيب، وشرابه أطيب من كل شراب وأعطر. ويزعم أهلها أنه يسرج به السراج كما يسرج بالزيت. وفيها نوع من التمر يسمونه الخنفس، وهو أسود اللون شديد الحلاوة كبير الجرم. وفى قسطيلية قصور كثيرة وعمائر متصلة أعرضنا عنها وعن ذكرها.
ومن بلاد الجريد بلاد نفزاوة «٢» : وهو قطر مثل قسطيلية فيه مدن وقصور وعمائر كثيرة متصلة آهلة.
فمن مدن نفزاوة مدينة طرّة «٣» : وهى مدينة مسورة حصينة، لها غابة كثيرة النخل والزيتون وجميع الفواكه.
ومن مدن نفزاوة أيضا مدينة بشرى «٤» : وهى مدينة مسورة قديمة، لها غابة كبيرة كثيرة النخل والزيتون وجميع الفواكه.