ومطغرة وغيرهم من قبائل زناته، وزناته تتشعب على قبائل كثيرة، وبلادهم واسعة يخالطهم من جهة إفريقية بنو زغبة من العرب من بنى هلال بن عامر، ومن جهة المغرب بلاد مسوفة، وهم القبائل كثيرة من صنهاجة، يسكنون بتلك الصحراء لا يستوطنون بلدا، وإنما عيشهم على اللبن واللحم، وهم خلق كثير. وفى صحارى بلادهم جبل عظيم يعرف بقلقل وهو كثير الخصب والعيون والأنهار، وفيه آثار عمائر كثيرة، وبيوت محصنة وقرى واسعة لا أنيس بها ولا يسكنها خلق، ويقال إن الجن أخلت تلك العمائر والبلاد. ويرى فى تلك الصحارى بالليل نيران «ا» الجن، ويسمع عزفهم وغناؤهم وهم كثيرا ما يختطفون الأناس ويحملونهم معهم وربما يفلت الإنس من بينهم فيرجع إلى أهله فيحدث بما رأى عندهم، وهذا متعارف. ويقال إنهم يبدلون أولاد الإنس، ولذلك يقول أهل إفريقية: يا مبدول، وقد ذكرنا السر فى ذلك. وبقرب تلك البلاد أرض فجيج، وهى بلاد خصبة، وفيها نخل كثير وتسكنها أمم شتى.
وللمغرب الأوسط مدن كثيرة قد ذكرنا أكثرها فى البلاد الساحلية، وهى كثيرة الخصب والزرع كثيرة الغنم والماشية، طيبة المراعى ومنها تجلب الأغنام إلى بلاد المغرب وبلاد الأندلس لرخصها وطيب لحومها.
ذكر بلاد المغرب «١»
فيه مدن كثيرة، وأقطار واسعة، وعمائر متصلة، يحد بلاد المغرب من آخر المغرب الأوسط إلى بلاد تازا، إلى آخر بلاد المغرب على ساحل البحر الكبير الداخل من البحر المحيط عند مرسى أزّمور طولا. وأما عرضا من بلاد طنجة وسبتة إلى بلاد ملوية وأحوازها، وهو أول بلاد سجلماسة إلى الصحراء، وآخر بلاد المغرب.