وجهز إليه الناصر المروانى من قرطبة عسكرا، فالتقت معه بأحواز طنجة سنة ٣١٥ [- ٩٢٧] فهزم وقتل لعنه الله، وحمل رأسه لقرطبة.
ويقال إنه كان فى بعض جبال مجسكة من بلاد غمارة «ب» رجل كان من السحرة المهرة يعرف بأبى كسيّة، وكان أهل موضعه يسمعون «ج» منه ولا يعصونه طرفة عين؛ فإن عصاه أحد منهم أو خالفه، حول كساه الذي يلتحف به فيصيب ذلك الإنسان فى ماله أو بدنه أو كليهما صائبة وعاهة، وإن كانوا جماعة أصابهم مثل ذلك، وكان يخيل إليهم كأن برقة تلوح من تحت كسائه. ولبنيه اليوم وعقبه فى تلك الناحية مزية وحظوة على من سواهم.
ومن عجائب غمارة أن عندهم قوما يعرفون بالرقّادة، يغشى على الرجل منهم يومين وثلاثة فلا يتحرك ولا يستيقظ، ولو بلغ به أقصى مبلغ من العذاب حتى يقطع قطعا، فإذا أستيقظ من غشيته كان كالسكران طول يومه لا يتجه لشئ ولا يخبر بشيء، فإذا كان بعد يوم، وصح «د» ، أتى بعجائب وغرائب مما يكون فى ذلك العام من خصب أو جدب أو فتنة أو هدنة، وغير ذلك من الكوائن والأحداث، وهذا عندهم مستفيض مشهور.
وكان ببلد غمارة المواربة مشهورة متعارفة يفتخر بها نساؤهم «ر» ، وذلك أن الرجل إذا دخل بامرأته البكر واربها شبان أهل ناحيتها، فإن رأوها جميلة حسنة احتملوها وأمسكوها عن زوجها شهرا أو أكثر ثم ردوها، وربما فعل ذلك مرارا على قدر جمالها ومقدار الرغبة فيها. ولا يتم إكرام الضيف عندهم إلا بأن يؤنسه بنسائهم الأيامى منهن: يبيت الرجل مع ضيفه أخته إذا كانت ثيبا أو ابنته أو من لم تكن ذات زوج من نسائه. وهم يرغبون فى الرجل الجميل أو الشجاع أن يأخذوا منه نسلا، ولا يتركون ذا عاهة يستقر ببلدهم،