للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقولون إنه يفسد النسل. وبلد غمارة جميل كبير، وكانت لهم فيما سلف شعور طوال يسد لونها «ا» كشعور النساء، ويتخذوها ضفائر ويطيبونها ويهتمون بها كثيرا حتى دخل الإسلام بلادهم وتخللها فألجأتهم الضرورة إلى التشمر والتوعر فى الجبال الشامخة فحلقوا رؤوسهم، وورث ذلك الأبناء عن الآباء «ب» .

قال المؤلف، ومن المدن والعمائر من مدينة فاس إلى سجلماسة حرسها الله، مدينة صفروى «١» : وهى مدينة لطيفة قديمة عليها سور، ذات أنهار ومياه جارية ولها جنات كثيرة الفواكه والأعناب، وأكثر شجرها اللوز ومنها يحمل إلى فاس وغيرها. ومنها إلى فاس «ج» مرحلة، ومنها إلى تاسغمرت «د» وهو بلد خصب فيه قرى كثيرة وعمائر متصلة، ومنه يدخل إلى بلاد سجلماسة بعد أيام. ولها طريق آخر من قابس إلى لواتة مدين، وهو بلد خصيب على نهر سبو، وله قصبة منيعة، منها إلى فاس مرحلة؛ ثم إلى مغيلة القاط «٢» ، وهو حصن كبير له سوق حافلة وجامع، وهو كثير الأنهار ومنه يحمل التين المزبب إلى مدينة فاس وغيرها؛ ومنه إلى مطماطة أمكسور «٣» ، وهو بلد كبير على نهر ملوية، كثير الزرع والضرع. ونهر ملوية كبير مشهور فى أنهار بلاد المغرب، وعليه نظر واسع، وفيه قرى كثيرة، وعمائر متصلة تسقى كلها من نهر ملوية، وبعده نظر سجلماسة. وكانت مدينة فاس دار مملكة بنى إدريس العلويين، وملكوا منها بلاد المغرب إلى أقصى بلاد السوس طاعة فى معصية، وكانت فى أيامهم دولة برغواطة الذين تدينوا بديانة الغوى صالح بن طريف البرباطى، وسيأتى ذكره بعد هذا. وملك العلويون بعض بلاد الأندلس، وتسموا فيها بأمير المؤمنين، وخطب لهم فيها بالإمامة «ر» .