للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عظيما وعرا حتى لا يتوصل إلى ذلك الكوم ولا إلى شئ منه إلا من موضع واحد. ولملك غانة مملكة واسعة نحو الشهرين فى مثلها؛ وفى بلده يوجد الذهب الكثير، وهو يعم جميع بلاد الدنيا وأفضل الذهب بمملكته ما كان ببلد غياروا.

مدينة غياروا «١» : بينها وبين غانة نحو ٢٠ يوما متصلة بقبائل من السودان لا يحصى لهم عدد، وإذا وجد فى جميع معادن بلاد هذا الملك النّدرة من الذهب اصصفاها «ا» الملك لنفسه ولم يتركها تخرج من بلده لغيره. والنّدرة تكون من أوقية إلى رطل وإنما يتركون أن يخرج من بلادهم من الذهب ما كان رقيقا، ولو تركوا كل ما يوجد فى المعادن يخرج من بلادهم لكثر الذهب بأيدى الناس ولهان. ويذكر أن عند ملك غانة ندرة ذهب كالحجر الضخم؛ وقد ذكر أن عند بعض ملوك السودان من هذه الندرات حجر عظيم يجعل أمامه، فإذا ورد عليه رسل من غيره من الملوك أمر بفرسه فربطه إليه ليباهى بذلك. وبين مدينة غياروا والنيل ١٢ ميلا وفيها كثير من المسلمين؛ وفى القرب منها على النيل مدينة يرسنى «ب» »

: وهى مدينة كثيرة الخيرات ولها معدن للذهب عظيم معروف فى بلاد السودان. ومن أعجب شئ فى هذه المدينة أن فيها معزا قصارى وعندهم شجر معلوم فتحتك هذه المعز إلى تلك الأشجار فتلقح من غير ذكر، ويذبحون ذكران المعز ويستحيون الإناث لاستغنائهم عن الفحل، وهذا معلوم عندهم غير منظور؛ حدث بذلك من دخل بلادهم من التجار والثقات، وهذا مثل جزيرة النساء التى ذكر المسعودى «٣» . ومن أعمال مدينة غانة ونظرها مدينة سامة «ج» «٤» ، ويعرف أهلها بالبكم، بينها وبين غانة مدة أربعة أيام. وهم يمشون عراة إلا أن المرأة تستر فرجها بسيور مضفورة، ونساؤهم يوفرن شعر العانة ويحلقن شعر الرأس. حدث رجل ثقة ممن دخل