تلك المدينة إنه رأى منهن امرأة وقفت على رجل من العرب له لحية عظيمة طويلة، فتكلمت كلاما لم يفهمه العربى، فسأل الترجمان عن مقالتها فأخبره إنها تمنت أن يكون شعر لحيته فى عانتها، فغضب الأعرابى وأوسعها سبا. ويورث الرجل أكبر بنية ماله كله ويحرم الغير ولو كان أحب إليه. ولهم حذق بالرماية ويرمون بالسهام المسمومة. وبغربى غانة مدينة أنبارة «١» : وهى مدينة كبيرة ولأهلها بأس شديد فى الحروب، وهم معاندون لملك غانة وإليها تسعة أيام.
مدينة كوغة «٢» : وأهلها مسلمون وحواليها المشركون، وأكثر ما يتجهز إليها بالملح والودع والنحاس المسبوك والتاكوت وهو أنفق شئ عندهم للدبغ به. وحواليها معادن التبر، وهى أكثر بلاد السودان ذهبا. وبالقرب منها مدينة الوكن «٣» : وهى مدينة عظيمة يقال إن ملكها المعاصر لنا مسلم يخفى إسلامه. وببلاد غانة قوم يسمون بالهنيهين، من ذرية الجيش «ا» الذي كان بنوا أمية أنفذوه إلى غانة فى صدر «ب» الإسلام إلى بلاد السودان، وهم بيض الألوان حسان الوجوه لا يتناكحون فى السودان كثيرا. وإذا ست من غانة إلى جهة الشرق فإنك تسير فى بلاد السودان كثيرا «ب» وفى قبائل من البربر رحالة وهم مسلمون. وتسير مراحل كثيرة على النيل إلى مدينة تيرقىّ «ج»«٤» :
وهى مدينة عظيمة لها أسواق حافلة يجتمع فيها أمم كثيرة من بلاد متفرقة من بلاد غانة وتادمكة وغيرها. وتعظم السلاحف بأرض تيرقى حتى تخرج عن القياس، وهى تحفر فى الأرض أسرابا يمشى فيها إنسان، وهم يأكلونها فلا يستطيعون إخراج واحد منها من تلك الأسراب إلا بعد شد الحبال فيها واجتماع