ثم ملكهم من بعده ابنه مصرام، وكان يعبد زحلا، وحارب أمة من الجن حتى أدخلهم فى طاعته بالعزائم الشداد. وبنى فى صحراء المغرب مدائن معلقة على أساطين رخام، تحيط بها شباك من ذهب، وجعل فيها خزائن الحكمة.
وجعل لها أبوابا تحت الأرض لا يدخل إليها إلا منها؛ وجعل لها أقفالا ومفاتيح مدبرات. وكانت ٣ مدن فى كل مدينة ٣ خزائن، فيها عجائب العلم وطرائف الحكمة ورموز الصنعة، وأجرام من الماء المعقود لا يتحلل، ومن الهواء المجمد لا يضمحل. وفيها مطهرة من ماء الحياة الإلهى الصنع، وفيها صورة الكواكب فى بيوت شرفها، وعلى رؤوسها أكاليل الغلبة، وبإزائها صور الحكماء المقيمين لأمورها بأيديهم مصاحف «ا» الصنعة، وجميع الطلسمات والعلوم، ومن دروب الأحجار الرفيعة والجواهر النفيسة والأجرام العجيبة: من الدر الخطير، وسبائك الذهب والفضة، والحجارة الرفيعة، والعقاقير المكنونة والأدوية المؤلفة. وصور هذه الخزائن فى كل بربى من برابى مصر، قد زبروا عليها بخطوطهم، وخبرها مشهور فى جميع مصاحفهم القديمة وهياكلهم المرسومة.
وبنى هذا الملك مدينة بالقرب من هذه المدن الثلاث على هيئة الجنة بزعمه، وجعل لها أسرابا تحت الأرض، يوصل منها إلى هذه المدائن الثلاث، وتوصل من بعضها إلى بعض «١» .
أخبرنى رجل دخل «ب» بلادا كثيرة، أن الغاوى الذي بجبل ألموت إمام الحشيشية، يرى اغتيال الملوك عند مدينة تحت الأرض على هذه الصورة.
يدخل فيها المستجيب له، فإذا عاين ما أعد له فيها، يقال له: هذا لك إذا قتلت فلانا فى الموضع الفلانى. ويكون إدخاله فى تلك المدينة وهو قد سقى المرقّد، فينتبه فيها.
فإذا أريد إخراجه، سقى المرقد أيضا، ويخرج فينتبه فى منزله، ويتذكر ما رأى،