ويقال إنه أمر أن تبنى هذه الأهرام والبرابى من حجارة ومن طين. فإذا كان الحادث ماء ذهبت التى من طين «ا» وبقيت التى هى من حجارة، وإن كانت نارا ذهبت التى هى من حجارة وبقيت التى هى من طين «ب» . فكان ذلك الحادث ماء فذهبت الطين وبقيت الحجارة. ثم أمر الملك وزراءه فمشوا مع المنجمين والكهان فاختاروا موضعا لبناء تلك الأعلام، وهى الأهرام والبرابى، فاختاروا موضعا بقرب النيل فى الجانب الغربى فبنيت فيه مدينة مرقة، معناه بلسانهم «مطلب الحكمة» . ثم أمر الملك بجمع الناس والفعلة فجمع ٧٠٠٠ لقطع الحجارة ونحتها، ومثلهم لهندستها، وأضعافهم للبناء. وعمل قضبان الحديد واستخرج الرصاص، فكانوا ينصبون البلاطة ويجعلون فى وسطها عامود حديد قد نفذها، والعامود قائم قد ضبط بالرصاص المسبوك، وتركب عليها بلاطة أخرى فى قدرها وهندستها، مثقوبة بقدر دخول القضيب فيها، ثم يسكب الرصاص حول العامود وعلى البلاطتين معا، حتى أتى بنيانا ما بني فى العالم قط مثله «١» . وطول حائط الهرم ١٥٠ ذراعا بأذرعهم، وفى عرضه مثل ذلك وارتفاعه فى الفضاء ٤٠٠ ذراع «٢» . ويقال إن عمقها تحت الأرض مثل ارتفاعها فوق الأرض؛ وعرض الحائط من حيطانها ٢٠ ذراعا بأذرعهم.