قال الوصيفى: وأخبرنى من أثقه أنه رأى ببربى سمنود صورة شيطانين تحوط بهما سلسلة بكتابة، وهما يمسكان طرفى السلسلة وبينهما كتابة، قال: فصورت ذلك كما هو، وأمسكته عندى إلى أن جاءنى من عرفها، فقال لى: هذا حرز عظيم من جميع السباع، ومن كل من يروم الإذاية، ولو جعل على هذا الطلسم لحم، وجوع كلب أو سبع وقرب منه لم يقدر على «ا» أخذ شىء منه بوجه ولا بحال، قال فعجبت من قوله فامتحنت الطلسم فوجدته كما قال. ومن المتعارف عند أهل إخميم، أنه كان فى البربى الذي كان عندهم، صورة شيطان قائم على رجل واحدة وله يد واحدة قد رفعها إلى الهواء، وفى جبهته وحواليه كتابة، وله إحليل ظاهر ملتصق بالحائط. فقيل من احتال لذلك الإحليل حتى ينقب عليه، وينزعه من غير أن ينكسر، ويعلقه فى وسطه لم يزل منعظا إلى أن ينزعه، ويجامع ما أحب ولا ينكس ما دام عليه. وقيل إن ابن الغمر لما ولى إحميم أخبر بذلك، فطلب تلك الصورة فى البربى فلم يجد منها غير واحدة قرب سقف البربى، فاحتال عليها حتى أخذ الإحليل، فكان يستعمله فيخبر عنه بعجب؛ وقيل إنه كان فى البربى منه صور كثيرة فلم [تزل] تؤخذ حتى فقدت «١» .
قال الوصيفى: حدثنى من أثقه أنهم وجدوا فى بعض البرابى أشنانة زجاج أحمر مربعة الشكل موضوعة فى طاق وفيها ماء أصفر، فلم يدروا لم يصلح ذلك الماء فاهرقوه منها، وأخذ أحدهم تلك الأشنانة. قال فأقامت عنده مدة إلى أن رآها رجل غريب نزل عليه ضيفا، فاستظرفها فسأله عنها فأخبره بخبرها وبخير الماء الذي كان فيها؛ فتلهف ذلك الرجل على الماء، وقال أضعتم علما عظيما وخيرا كثيرا. وقال إنكم لو حميتم الفضة وغمستموها فى ذلك الماء لصارت ذهبا؛ قال فندمت على التفريط فى ذلك الماء. ثم قال لى أتريد أن أريك فى هذه الأشنانة عجبا؟ قلت نعم قال زنها، قال فوزنتها فوجدت بها ٤ أرطال سواء، فقال لى املأها ماء أو ما أحببت، قال ففعلت، قال لى زنها فوزنتها، فوجدت وزنها واحد وهى ممتلئة مثل وزنها وهى فارغة ٤ أرطال لا تزيد ولا تنقص شيئا «٢» ،