فعجبت من ذلك. وشاع خبرها حتى اتصل ببعض الولاة فوجه إلى فأخذها منى.
وكان فى هذه البرابى عجائب من الطلاسم فى قبور شتى قد درس أكثرها، وتهدم أكثر البرابى. وأما الأهرام فهى باقية على حالها ما اختل منها شئ؛ فيقال إن كل ما تهدم من هذه الهياكل وتغير، مثل بربى بوصير «١» وبربى سمنود وغير ذلك من الهياكل، أن المنجمين تركوا الاستقصاء فى أخذ الطالع وتصحيحه فى وقت وضع الأساس، وكذلك ما بقى منها فلقرب الطالع من الصحيح. ولا شك أن الذين بنوا هذه البرابى كانوا على بعد من الملوك، ولم يكونوا بحضرتهم ولا تحت نظرهم، فيستقصوا النظر كما اتفق فى بناء الأهرام، وكان بالقرب من صاحب مصر فكان يتفقدها. والبرابى أكثر إنما هى فى الكور. قيل ولكل بربى من هذه البرابى خاصة ومنفعة فى الموضع الذي يكون فيه وما والى جهته؛ وأهل تلك الديار لا يشكون أنه لما هدم بربى سمنود، وحملت حجارته إلى أشتوم دمياط «٢» ، أن اليوم الذي فرغ فيه من هدم الحائط الغربى، دخل حباسة الإسكندرية وخربها «٣» ، وكثرت الرمال فى أسباب البحر بها حتى انقطع النيل عنها فى شهور الصيف، وكان يمر عليها صيفا وشتاء؛ وقلت زكاة الزرع وكثر الفأر فيه والجراد والفساد الذي لم يعهد قبل ذلك. ومن العجائب المذكورة بأرض مصر فى قرية يقال لها بدرسانة «ا» ، كنيسة قديمة للروم فيها بيت يصعد إليه قى نيف وعشرين مرقى، وهناك سرير عليه صبى ميت، وتحت السرير صورة ثور عظيم من زجاج فى جوفه باطية زجاج فيها أنبوبة نحاس موضوع فيها فتيل كتان، ويصب عليه يسير زيت فما تلبث أن تمتلىء