ويقال إن الملك الريان بن الوليد صاحب يوسف عليه السلام لم يمت وانه عاش إلى زمان موسى؛ وإنه فرعون موسى عم المذكور فى القرآن، وإنه لما أطال الله فى عمره أدركه الإعجاب فتأله ودعا الناس إلى عبادته، وقيل غير ذلك.
وتنازع الناس فى أمر فرعون موسى عم، فمنهم من رأى أنه من العماليق، ومنهم من رأى أنه من لخم من الشام، ومنهم من رأى أنه من الفرس من مدينة اصطخر، ومنهم من رأى أنه من ولد مصر المتقدم المذكور والقبط أثبتت ذلك، وزعم قوم من الأعاجم أنه من الأندلس من مدينة قرمونة، وذكر أن اسمه الوليد بن مصعب. وكان سبب ملكه أنه دخل مدينة منف «ا» من البادية يحمل خمرا للبيع على أتان له، وكان أهل منف «ا» قد اختلفوا فى «ب» تولية ملك عليهم فأجمعوا أن يملكوا أول من يدخل فى ذلك اليوم، فكان أول داخل «ب» ذلك اليوم على باب المدينة فرعون، فولوه الملك. ومدينة منف كانت فى ذلك الزمان قاعدة مدن مصر ودار مملكتها، فلما تمكن ملك فرعون ببلاد مصر بذل الأموال وجمع الجيوش وقتل من خالفه وناوأه ومدن المدن وخندق الخنادق فاستقر له الأمر، وكان جبارا معجبا يدعو الناس إلى عبادته، ويقول لهم أنا ربكم الأعلى كما حكى الله تعالى عنه فى كتابه العزيز «١» . واستعبد بنى اسرائيل فكان من أمره مع موسى ما قصه الله تعالى. ثم ملك موسى بلاد مصر والشام «ج» لبنى اسرائيل يتوارثونها ملك عن ملك، ومنهم كان داود وسليمان عم إلى أن بعث الله تعالى عيسى عم، وظهر دين النصرانية، ملك أرض مصر النصارى وكانوا يتوارثونها ملك عن ملك إلى أن جاء الله تعالى بالإسلام، فدخل المسلمون بلاد مصر وملكوها فى أيام عمر بن الخطاب رضه.