للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حبشيّ قد أبق من مولاه، فأخذوه فزوّجوه الملكة فولدت له ابنا فسمّي الأصفر لأنه من أسود وأبيض.

ومن عجائب الروم: رومية الداخلة، فإنها عجيبة البناء، كثيرة الأهل، وبينها وبين قسطنطينيّة مسيرة سنة. وقال جبير بن مطعم: لولا صوت أهل رومية لسمع الناس وجبة الشمس من حيث تطلع وقال حسن بن عطيّة: يفتح على المسلمين مدينة خلف قسطنطينيّة يقال لها رومية فيها مائة ألف سوق، في كلّ سوق مائة ألف رجل وقال بعض العلماء: ينقّس برومية في كلّ يوم عشرون ومائة ألف ناقوس، لولا وجبة أهلها لسمع الناس تسبيح الملائكة ووقع غروب الشمس.

روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: حلية بيت المقدس أهبطت من الجنة فأصابتها الروم فانطلقت بها إلى مدينة لهم يقال لها رومية. قال: وكان الراكب يسير بضوء ذلك الحلي مسيرة خمس ليال.

وقال رجل من آل أبي موسى: أخبرني رجل يهودي قال: دخلت رومية وان سوق الطير فيها فرسخ.

وقال مجاهد: في بلد الروم مدينة يقال لها رومية فيها ستمائة ألف حمّام.

وقال الوليد بن مسلم الدمشقي: أخبرني رجل من التجار قال: ركبنا البحر وألقتنا السفينة إلى ساحل رومية فأرسلنا إليهم: إنّا إياكم أردنا، فأرسلوا إلينا رسولا. فخرجنا معه نريدها. فعلونا جبلا في الطريق فإذا بشيء أخضر كهيئة اللّج فكبّرنا فقال لنا الرسول: لم كبّرتم؟ قلنا: هذا البحر، ومن سبيلنا أن نكبر إذا رأيناه. فضحك وقال: هذه سقوف رومية وهي كلها مرصصة.

قال: فلما انتهينا إلى المدينة إذا استدارتها أربعون ميلا في كل ميل منها باب مفتوح.

قال: فانتهينا إلى أول باب وإذا سوق البياطرة وما أشبهه. ثم صعدنا درجا فإذا سوق الصيارفة والبزازين. ثم دخلنا المدينة فإذا في وسطها برج عظيم واسع في أحد جانبيه كنيسة قد استقبل بمحرابها المغرب وببابها المشرق وفي وسط البرج

<<  <   >  >>