للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من بعد ما كان أبرويز أشحنها ... بالدارعين وكتّاب الدواوين

وكلّ ليث شجاع باسل بطل ... كمثل خرّيتها أو مثل شروين

وكلّ رعبوبة بيضاء بهكنة ... تحكي بنغمتها صوت الوراشين

وبالعجائب من ألوان زهرتها ... من بين ورد وخيريّ ونسرين

لم يبق من رسمها إلّا تلؤلؤها ... أو ربع دار عفت من طور عبدين

سبحان من خلق الدنيا ودبّرها ... وأنشأ الخلق من ماء ومن طين

ومرّ معاوية بوادي القرى فتلا هذه الآية أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ

ثم قال: نزلت هذه الآية في أهل هذه البلدة وهي بلاد عاد، فأين العيون؟

فجاءنا رجل وقال: صدق الله في قوله. أتحب أن أستخرج العيون؟ قال نعم.

فاستخرج ثمانين عينا. وعرف معاوية ذلك فقال: الله أصدق من معاوية.

وقال محمد بن عيينة المهلبي: البئر التي بالماوية هي بئر عاد، لا يقل ماؤها ولو وردها سائر أهل الأرض. وإياها عني أبو النجم العجلي بقوله:

من نحت عاد في الزمان الأوليّ

وذكر الكلبي قال: بينا قوم من كلب يعرفون ببني عمد الله بن كنانه على ما لهم وقد نحروا جزورا ومعهم زهير بن جناب الكلبي، إذ أقبل رجل من بقايا عاد يقال له عبيد بن مسهر وكان أعظم الناس جسما حتى وقف عليهم فهالهم لمّا نظروا إليه. فقالوا: دونك الركاء فشرب جميعه. ثم وقع نائما. فأقام في نومه سبعة أيام، وهرب القوم فزعا وقد ثبت زهير، فلما استيقظ قال: أين قومك؟ قلت: هربوا من رهبتك. فقال: أما لينفعنك ذلك. قم اركب معي. فركب معه فدلّه على مياه كانت لعاد مندفنة، ولم يكن أحد يعرفها غيره. منها الدمقانة «١» وأثرى ونكب ورج والحالة وغير ذلك. ثم قال عبيد لزهير: أخبرني عن ريحكم. قال: زفزف تسقط

<<  <   >  >>