للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فاتحة]

[الاستعمار الغربي يتسلل إلى العالم الإسلامي]

في بداية منتصف القرن التاسع عشر, وعلى التحديد في سنة ١٨٥٧م.

- تم للإنجليز الاستيلاء على الهند سياسيا، وانتقلت سلطة الحكم رسميا من شركة الهند الشرقية "التي تأسست في ٣١ ديسمبر سنة ١٦٠٠م، والتي انضمت إلى شركة أخرى جديدة في سنة ١٦٨٩م" إلى التاج البريطاني، وزالت بذلك إحدى الدول الإسلامية الكبرى التي قامت في مستهل القرن السادس عشر الميلادي، وهي دولة المغول في الهند أو الدولة التيمورية "نسبة إلى تيمورلنك مؤسس هذه الإمبراطورية" الإسلامية في آسيا الوسطى، أما الدولتان الأخريان إذ ذاك، فهما: الدولة الصفوية في إيران، ودولة الأتراك العثمانيين في آسيا الصغرى وشرقي أوربا.

- كما تم في السنة نفسها -وهي سنة ١٨٥٧ - استيلاء الفرنسيين على الجزائر كلها إلى الصحراء، بعد أن ابتدءوا غزوها سنة ١٨٣٠م.

- ومن قبل هاتين الدولتين الاستعماريتين -إنجلترا وفرنسا- احتلت هولندا في بداية القرن السابع عشر جزر الهند الشرقية "أندونسيا" عن طريق شركة الهند الهولندية التي تأسست في سنة ١٦٠٢. وذلك بعد ما ضاع استقلال البرتغال بإعلان ملك أسبانيا ضمها إلى بلاده ١٨٥٠م، تلك الدولة التي عبدت طريق الاستعمار الغربي المسيحي في وسط آسيا وشرقيها في الهند وفي أندونسيا سنة ١٥١١م، والتي حصل ملكها من الباب إسكندر على صك رسمي بأن البرتغال "سيدة بحار العرب والعجم والهند والحبشة"!!

فبعد قرنين ونصف، أي: منذ بداية القرن السابع عشر الميلادي إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، تمكن الاستعمار الغربي المسيحي من السيطرة سيطرة تامة على المسلمين في وسط آسيا وشرقيها، واتخذ له نقطة ارتكاز رئيسية في إفريقيا، كما تمكن من مد نفوذه إلى قلب العالم الإسلامي ومركزه الرسمي في منطقة الشرق الأدنى، وبذلك طوق العالم الإسلامي من الشرق والغرب، وسلط ألاعيبه ودسائسه على بقية التجمعات الإسلامية الأخرى بين هذين الطرفين، فوهنت هذه التجمعات، وانحل عقدها، وسقط

بعضا إثر بعض تحت نفوذ المستعمر الغربي، وما جاءت الحرب العالمية الأولى وانقضى أجلها، حتى أصبح العالم الإسلامي كله تحت نفوذ هذا المستعمر.

<<  <   >  >>