للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- المذهب القادياني:

بقيت تعاليم السيد أحمد خان وآراؤه ذات طابع إصلاحي، ولم تصطبغ بصبغة العقيدة والمذهب الروحي، فهمها بلغت من التأثير فسيبقى معها مجال للروح الإسلامية الصحيحة، حيث تظهر وتعمل عملها في تحديد العلاقة بين المسلمين وبين المستعمرين الصليبيين الغربيين الذي يطالبونهم بالولاء!!

أدرك الإنجليز ذلك، وأحسوا مع نشاط السيد أحمد خان وأثر تعاليمه في خلق جماعة بين المسلمين تتشكك في القيم الإسلامية، وتنازل مواطنيها ومن هم على عقيدتها من المسلمين منازل الخصومة الفكرية، فتفرق الكلمة وتبعد مشكلة الاستعمار الأجنبي عن أن تكون موضوعا من موضوعات هذه الخصومة ولو إلى حين. أدركوا وأحسوا أنهم بحاجة إلى تعديل في الروح الأصيلة وفي موقفها من غير المسلمين، على أن يكون هذا التعديل -أو يصبح- مذهبا وعقيدة له سمة الإيمان والاعتقاد، بدلا من سمة الفكر والمنطق، بذلك تصبح الفجوة بين المسلمين أعمق وأطول مدى!! فإذا كان هذا التعديل لصالح الاستعمار فسيجد أعوانا من المسلمين أنفسهم على المسلمين، وتلك حالة مرغوب فيها لاطمئنان الاستعمار على مصالحه حينئذ فترة طويلة، إلى أن يجد عامل آخر أقوى من الدين نفسه يجمع الكلمة المفرقة، وينسى الخصومة في المذهب, والاتجاه الفكري، فقامت القاديانية١، وسجل


١ نسبة إلى ميرزا غلام أحمد القادياني "من قاديان بإقليم البنجاب", توفي سنة ١٩٠٨م.

<<  <   >  >>