للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا المذهب رسيما في سنة ١٩٠٠م، وله أتباع في البنجاب وأفغانستان وإيران، ولسان حال هذ العقيدة "مجلة الأديان" The Review of Religins" بالإنجليزية، التي تصدر كل شهر مرة في قاديان منذ ١٩٠٢م. وصاحب هذا المذهب -وهو ميرزا غلام أحمد - ألف كتابا سماه "براهين الأحمدية" وخرج الجزء الأول منه سنة ١٨٨٠م.. وفي هذا الجزء ادعى المؤلف أنه "المهدي".

ويختلف هذا المذهب مع الإسلام الأصيل في جملة مسائل:

- منها أن يقول: إن عيسى هاجر بعد أن بعث من موته الظاهري، إلى كشمير في الهند لينشر تعاليم الإنجيل في البلاد، وأنه توفي بعد أن بلغ من العمر ١٢٠ سنة، وأن قبره لم يزل موجودا هناك! ويدعي ميرزا غلام أحمد أنه "المهدي" ويذكر أنه حل فيه عيسى ومحمد على السواء، فهو نبي!.

- ومن المسائل أيضا التي يفترق فيها الإسلام الصحيح عن القاديانية، مسألة "الجهاد في سبيل الله": فليس الجهاد في نظرها هو اللجوء إلى العنف باستخدام أدوات الحرب ضد غير المؤمنين، وإنما هو وسيلة سلمية للإقناع، وهكذا عملت القاديانية في هاتين المشكلتين على هذا النحو على تقريب شقة الخلاف بين المسيحية والإسلام أو على إدماج إحداهما في الآخر، ثم من جهة أخرى، أعلنوا إبطال الجهاد المعروف على عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين!! وتبعا لرأيهم السابق أوقفوا العمل بمدلول هذه الآيات الكريمة.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} ١.

{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ، وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} ٢.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} ٣.


١ المائدة: ٥١.
٢ المائدة: ٥٥, ٥٦.
٣ المائدة: ٥٧.

<<  <   >  >>