ويقول "أبو الحسن الندوي" من كبار علماء الهند في كتيب له عنوانه: "القاديانية ثورة على النبوة المحمدية والإسلام".
" ... قد تحقق علميا وتاريخيا أن القاديانية وليدة السياسة الإنجليزية, فقد أهَمَّ بريطانيا وأقلقها حركة المجاهد الشهير السيد الإمام "أحمد بن عوفان الشهيد" "١٨٤٢م" وكيف ألهب شعلة الجهاد والفداء، وبث روح النخوة الإسلامية والحماسة الدينية في صدور المسلمين في الربع الأول من القرن التاسع عشر المسيحي وكيف التف حوله وحول دعاته آلاف المسلمين، عانت منهم الحكومة الإنجليزية في الهند مصاعب عظيمة، وكانوا موضع اهتمامها.
ثم رأت دعوة السيد "جمال الدين الأفغاني" تنتشر في العالم الإسلامي، كل ذلك رأته الحكومة الإنجليزية ودرسته، وعرفت أن طبيعة المسلمين طبيعة دينية، فالدين هو الذي يثيرها، وأن المسلمين لا يؤتون إلا من العقيدة والإقناع الديني، وما يكون له طابع ديني، واقتنعت أخيرا بأنه لا يؤثر في المسلمين وفي اتجاههم مثل ما يؤثر قيام رجل منهم باسم منصب ديني رفيع ويجمع حوله المسلمين ويخدم سياسة الإنجليز، ويؤمنهم من جهة المسلمين وعائلتهم، وفي شخص "ميرزا غلام أحمد القادياني" الذي كان مضطرب الأفكار والعقيدة وكان طموحا إلى أن يؤسس ديانة جديدة ويكون له أتباع مؤمنون ويكون له مسجد واسم في التاريخ مثل ما كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- وجد الإنجليز وكيلا لهم يعمل بين المسلمين لمصلحتهم. ولم يزل يتدرج في التجديد إلى المهدوية.. ومن المهدوية إلى المسيحية، ومن المسيحية إلى النبوة.. حتى أتم ما أراد الإنجليز، وقام القادياني بدوره وبما كلف به خير قيام، وحماه الإنجليز ومكنوه من نشر دعوته. وحفظ القادياني هذه اليد، وعرف الفضل للإنجليز في ظهوره، وقد صرح في بعض كتاباته بأنه غرسٌ غرسته الحكومة الإنجليزية، كتب ذلك في التماسه الذي قدمه إلى حاكم مقاطعة البنجاب الإنجليزي في ١٤ فبراير سنة ١٨٩٨م، وجاء نصه في كتاب: "تبليغ رسالته" من المجلد السابع لمير قاسم علي القادياني، وقد ذكر في مؤلفاته بكل صراحة -بل بكل وقاحة- ما يدين به للحكومة الإنجليزية من الولاء والوفاء، وما قدم لها من خدمة مشكورة، وإليك ترجمته: "لقد قضيت معظم عمري في تأييد الحكومة الإنجليزية ونصرتها، وقد ألفت في منع الجهاد ووجوب طاعة أولي الأمر