فيما كتبت في هذا الكتاب عن صلة الاستعمار الغربي بالفكر الإسلامي الحديث، ومدى تأثير هذا الاستعمار على اتجاهات الفكر الإسلامي -في عصرنا الحاضر- لم أكتب ظنا ولا تخمينا، ولا متجاوزا معمما أو مقللا منتقصا وإنما وقائع سجلتها، وهي من عناصر التاريخ الحديث، ومن فعل المستعمرين أو ردا لفعلهم.
ولكن رغما عن ذلك، فإن بعض الكتاب والمفكرين في مجتمعنا الشرقي الحاضر -لأنه لم يزل متأثرا بالغرب وحضارته وبفكره واتجاهاته، إذ قد عاش فيها وبها في هذا المجتمع- لم يستطع أن يتصور أن "علماء الغرب" من الذين تصدوا للدراسات الشرقية الدينية واللغوية -على الأخص- سلكوا في طريق البحث ومنهج عرض التعاليم الإسلامية مسلك المعين على بقاء الاستعمار الغربي في البلاد الإسلامية، التي أحتلها بصفة عامة منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مسلك الذي ترجم فكر المستعمر بقلم محترفي البحث ومرتدي ثوب العلم!
وقد حدث -بعد أن ظهر هذا الكتاب في طبعاته السابقة- أن صدرت بحوث تتعلق بالمستشرقين بينت في غير لبس مدى تحدي هؤلاء باسم البحث العلمي، ومدى جرأتهم في توجيه نداءاتهم المتعددة للمسلمين في الوقت الحاضر في وجوب إقدامهم على تعديل إسلامهم، حتى يلائم الحضارة الإنسانية القائمة أو مواجهة الركود فالفناء المحقق!!! كما أبانت مدى خطر هؤلاء على الإسلام والمسلمين، وأن دعوتهم هذه لا تقل -في هذا الخطر والضرر- عن تلك الدعوة الأخرى التي يوجهها إلحاد العلم الماركسي في الوقت الراهن في أفريقا وآسيا!
وآثرت -من أجل إزالة أي أثر للشك- أن أضيف هذه البحوث التي نشرت أخيرًا لهذا الكتاب كملاحق تلحق به.. وهي بحوث ثلاثة:
- أحدها للمؤلف، نشر في مجلة الأزهر.
- وثانيها: للدكتور حسين مؤنس، نشر في أهرام الجمعة.