محمد جمال الدين الأفغاني ١٨٣٩-١٨٩٧ كأول مكافح للاستعمار الغربي:
"جمال الدين الأفغاني".. زعيم من زعماء الحركات الإسلامية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، يختلف بعض الاختلاف عن زعيمين آخرين سابقين عليه هما:
- "محمد بن عبد الوهاب" ... في القرن الثامن عشر.
- و"محمد بن علي السنوسي الكبير" ... في النصف الأول من القرن التاسع عشر.
كل من هذين.. عاش في الصحراء، وإن ارتحل عنها فإلى داخل البلاد الإسلامية، وبعض هذه البلاد شبيه ببعض: في سيادة البدعة فيها، واختلاف المسلمين إلى شيع وأحزاب، وفي ضعف الأفراد، واستبداد الحكومات أو الولايات، والرضا من الحياة بـ"الوسيلة والشفاعة" والاكتفاء بالقعود عن السعي الجدي في طلب الرزق أو تنميته أو المحافظة على كرامة الجماعة أو مجدها.
كل من هذين ... لم ير في مجال نشاطه إلا "العيوب" الداخلية، فأخذ يكافحها باسم الإسلام، وعلى أساس من الإسلام، والإسلام الذي رآه كلاهما أساسا للدعوة الإصلاحية، هو إسلام الصدر الأول: في فهمه، والتمسك بمبادئه، وفي موقفهم في الحياة من أجله.
لم يعرف كل منهما نظم الغرب في حياة الأوروبيين بعد نهضته ... لم يعرف كل منهما معرفة مباشرة حياة عملية أخرى ... مستقيمة نوعا ما عن حياة المسلم في ذاك الوقت، تسير في مكان آخر وراء رقعة العالم الإسلامي، ويسودها صالح الأمة لا صالح الحاكم، ويسيطر عليها صالح الأفراد جميعا لا صالح الراعي وحده!