ليس لي من كلمة أقدمها بين يدي الطبعة الثلاثة لهذا الكتاب، إلا أن أعبر عن شكري لله سبحانه وتعالى على نعمة التوفيق فيه. فليس لكاتب أو مفكر أن ينتظر في وصف توفيق الله على نعمة أنعم بها عليه، وراء قبول قرائه لما كتب ولما فكر، ولاستجابتهم لما أبدى من رأي وشرح من فكر، بما يعبرون عنه من تقدير في صور مختلفة.
فبالرغم من أن لي كتبا وكتابات غير كتاب "الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي". فقد كنت أعرف وأعرف به في رحلاتي المختلفة في المشرق والمغرب، التي قمت بها منذ منتصف عام ١٩٦٠ إلى آخر عام ١٩٦١ سواء في الباكستان، أو في الملايو، أو في أندونسيا، أو في الفلبين، أو في شمال أفريقيا في ليبيا وفي المغرب، أو في غرب أفريقيا في نيجيريا. فما ذكرت في مرة من المرات أثناء هذه الرحلات، وما عرفت عند إلقاء محاضرة أو حديث، إلا بأني مؤلف:"الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي".
وقد شاء الله أن تكون هذه الطبعة الثالثة بالعربية لهذا الكتاب، مقرونة في الوجود بالترجمة الأولى إلى اللغة الإندونيسية، والتركية، والإنجليزية، والأردية.
وذلك فضل الله أعتز به، وأشكره عليه بالتوفر على تأليف جزء ثان لهذا الكتاب بإذن الله، سيكون مجاله "الفكر الإسلامي في بلاد المغرب وفي الجزء الغربي من أفريقيا".