الخلافة، دون أن يحوزوا شرف العلم والتفقه في الدين والاجتهاد في أصوله وفروعه، كما كان الراشدون رضي الله عنهم١.
- ونرى "محمد إقبال" يهاجم القاديانية هجوما عنيفا من الوجهة الإسلامية والوطنية، وفي الوقت نفسه يكتب كتابه:"تجديد الفكر الديني في الإسلام" Re-construction of Religious Thought in Islam ويوضح فيه محاولته لتقرير "علم الكلام" الإسلامي في صورة حديثة، كما يوضح مزايا التعاليم الإسلامية في خلق جماعة حية قوية، ويطلب إلى المسلمين أن يفهموا الإسلام في ضوء الحياة المعاصرة، وأن يسعوا في تكييفها وطبعها بطابع إسلامي بدلا من وقوفهم عن حد مفاهيم عصر الركود للمبادئ الإسلامية، تلك المفاهيم التي لم يعد التمسك بها الآن ذا أثر إيجابي في حياة المسلم الحاضرة.
ونرى "الشيخ محمد عبده" يهاجم الاستشراق، ثم يضطره هذا الهجوم إلى الكتابة عن مزايا الإسلام بالنسبة للمسيحية، وفي ذات الوقت يضع منهجه التربوي لفهم إسلام القرآن والسنة الصحيحة بدلا من إسلام المتكلمين، وإسلام أرباب الكتب المتأخرة التي كانت تعيش في عزلة عن الحياة العامة. وهذه الحياة العامة نفسها، كان طابعها هو الانقسام إلى شيع، والتعصب والتقليد الضار، والضعف السياسي والاقتصادي ... ويسنعكس هذا كله على كتابات العصر لو عشات فيه. ويضع محمد عبده منهجه لإصلاح الأزهر على أمل أن يدرك أهله ورواده -وهم أصحاب الثقافة الإسلامية، والثقافة القومية الوطنية: الثقافة الأصلية في هذا الشرق الإسلامي- رسالة الإسلام: في نفسها كمبادئ وتعاليم، وكذا بين المسلمين كجماعة لها شخصيتها ولها هدفها في الحياة.
نرى الشيخ محمد محمد عبده يدعو إلى القرآن والرجوع إلى عهد صدر الإسلام في طريق فهمه، والوحدة حوله. وفي الوقت نفسه يفسر القرآن بما يعيد على أسماع المسلم صلة الإسلام بالحياة، وانتزاع التوجيه فيها من مبادئه ومن خطة الرسول -صلى الله عليه وسلم، وصحابته رضوان الله عليهم.
كان ثلاثتهم من المفكرين.
وكان ثلاثتهم من السياسيين أصحاب التوجيه ضد الاستعمار الغربي ... وليسوا من أصحاب السياسة الحزبية.