للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأتباع، لكن لو قُرِنَ "الآل" بغيره، فقيل: على محمد، وآله، وأتباعه، صار المراد بالآل المؤمنين من قرابته" (١).

• قوله: "كما صليت على إبراهيم": الكاف هنا للتعليل، وليس للتشبيه؛ وذلك لأن المقرر هو أن المشبه أدنى من المشبه به، ومعلوم أن محمدا وآله أفضل من إبراهيم وآله، وعلى هذا يكون المعنى أن هذا من باب التوسل بفعل الله السابق وهو الفضل على إبراهيم وآله إلى تحقيق فضل الله اللاحق وهو الفضل لمحمد وآله، قال العلامة ابن عثيمين: "وهذا هو القول الأصح الذي لا يرد عليه إشكال" (٢).

• قوله: "وعلى آل إبراهيم": قال الحافظ ابن حجر : "هم ذريته من إسماعيل، وإسحاق، كما جزم به جماعة من الشراح، وإن ثبت أن إبراهيم كان له أولاد من غير سارة، وهاجر، فهم داخلون لا محالة، ثم إن المراد: المسلمون منهم، بل المتقون، فيدخل فيهم الأنبياء، والصديقون، والشهداء، والصالحون، دون من عداهم، وفيه ما تقدم في آل محمد" (٣)، ويدخل في ذلك رسولنا الكريم ؛ لأنه من ولد إبراهيم ، وقال الإمام النووي : "ويدخل في آل إبراهيم خلائق لا يحصون من الأنبياء، ولا يدخل في آل محمد نبي، فطلب إلحاق هذه الجملة التي فيها نبي واحد بتلك الجملة التي فيها خلائق من الأنبياء" (٤)

• قوله: "إنك حميد": أي: كثير المحامد فهو الحامد لعباده الذين


(١) الشرح الممتع على زاد المستقنع (٣/ ١٢٥)، وانظر: شرح رياض الصالحين، شرح الحديث رقم (١٤٠٧).
(٢) انظر: الشرح الممتع (٣/ ١٦٥ - ١٦٦).
(٣) فتح الباري (١١/ ١٦٢).
(٤) شرح النووي على صحيح مسلم (٤/ ١٢٦).

<<  <   >  >>