للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصلاة: الآل المذكورون في سائر ألفاظه، ولا يجوز العدول عن ذلك" (١).

وقال الحافظ بن حجر : "واختلف في المراد بآل محمد في هذا الحديث، فالراجح أنهم من حرمت عليهم الصدقة … ولمسلمٍ من حديث عبد المطلب بن ربيعة في أثناء حديث مرفوع:

"إن هذه الصدقة إنما هي أوساخ الناس، وإنها لا تحل لمحمد، ولا لآل محمد"، وقال أحمد: المراد بآل محمد في حديث التشهد أهل بيته، وعلى هذا فهل يجوز أن يقال أهل عوض آل؟ روايتان عندهم.

وقيل: المراد بآل محمد: أزواجه، وذريته؛ لأن أكثر طرق هذا الحديث جاء بلفظ "وآل محمد"، وجاء في حديث أبي حميد موضعه: "وأزواجه وذريته"، فدل على أن المراد بالآل الأزواج والذرية، وتعقب بأنه ثبت الجمع بين الثلاثة كما في حديث أبي هريرة، فيحمل على أنّ بعض الرواة حفظ ما لم يحفظ غيره، فالمراد بالآل في التشهد: الأزواج، ومن حرمت عليهم الصدقة، ويدخل فيهم الذرية، فبذلك يجمع بين الأحاديث" (٢).

• وقال العلامة ابن عثيمين : "وآل محمد، قيل: إنهم أتباعه على دينه؛ لأن آل الشخص: كل من ينتمي إلى الشخص، سواء بنسب، أم حمية، أم معاهدة، أم موالاة، أم أتباع، كما قال الله تعالى: ﴿ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب﴾ [غافر: ٤٦]، فيكون "آله" أتباعه على دينه، وقيل: "آل النبي " قرابته المؤمنون، والقائل بذلك خص القرابة المؤمنين، فخرج بذلك سائر الناس، وخرج بذلك كل من كان كافرًا من قرابة النبي ، ولكن الصحيح الأول، وهو أن الآل هم


(١) جلاء الأفهام (ص ٢١٠).
(٢) فتح الباري (١١/ ١٦٠).

<<  <   >  >>