للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيها النبي، وكذلك السّلام الذي وُجِّه إلى الأمم السالفة علينا وعلى إخواننا، وإما للجنس والمعنى أن حقيقة السّلام الذي يعرفه كل واحد وعمن يصدر وعلى من ينزل عليك وعلينا، ويجوز أن يكون للعهد الخارجي إشارة إلى قوله تعالى: ﴿وسلام على عباده الذين اصطفى﴾ [النمل: ٥٩]. قال: ولا شك أن هذه التقادير أولى من تقدير النّكرة، انتهى" (١). وقال الفيروز أبادي : "وأما التسليم: وهو أن يقال: السلام عليك أيها النبي، وأيها الرسول، وفي التشهد: السلام عليك أيها النبي، ولو قال في هذا الوقت: الصلاة والسلام عليك لأغنى عن تجديد الصلاة بعد التشهد، ولو أخر السلام إلى وقت الصلاة فقال: اللهم صل وسلم على محمد لأغنى عن السلام في التشهد، ومعناه: السلام - الذي هو اسم من أسماء الله تعالى - عليك، وتأويله: لا خلوت من الخيرات، والبركات، وسلمت من المكاره، والآفات؛ إذ كان اسم الله تعالى إنما يذكر على الأمور توقعًا لاجتماع معاني الخير، والبركة فيها، وانتفاء عوارض الخلل، والفساد عنها، ويحتمل أن يكون السلام بمعنى السلامة؛ أي: ليكن قضاء الله تعالى عليك السلامة؛ أي: سلمت من الملام والنقائض، فإذا قلت: اللهم سلم على محمد؛ فإنما تريد منه: اللهم اكتب لمحمد في دعوته، وأمته، وذكره السلامة من كل نقص، فتزداد دعوته على ممر الأيام علوًا، وأمته تكاثرًا، وذكره ارتفاعًا" (٢).

• قوله: "ورحمة الله": الرحمة صفة من صفات الله تعالى تليق بجلاله وكماله، يرحم بها عباده، وينعم عليهم بها (٣)، وليست رحمة الله كرحمة خلقه، ﴿ليس كمثله شيء وهو السميع البصير﴾ [الشورى: ١١].


(١) فتح الباري، لابن حجر (٢/ ٣١٣).
(٢) الصِّلات والبُشَر في الصلاة على خير البشر، للفيروزآبادي (ص ٦٦).
(٣) انظر: توضيح الأحكام للشيخ عبد الله البسام، (ص ٢٦٩).

<<  <   >  >>