للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال العلامة ابن عثيمين : "ورحمة الله: رحمة معطوفة على (السّلام عليك)؛ يعني: ورحمة الله عليك، فيكون عطف جملة على جملة والخبر محذوف، ويجوز أن يكون من باب عطف المفرد على المفرد، فلا يحتاج إلى تقدير الخبر، والرحمة إذا قرنت بالمغفرة، أو بالسّلام صار لها معنى، وإن أفردت صار لها معنى آخر، فإذا قرنت بالمغفرة، أو بالسلام صار المراد بها: ما يحصل به المطلوب، والمغفرة والسلام: ما يزول به المرهوب، وإن أفردت شملت الأمرين جميعًا، فأنت بعد أن دعوت لرسول الله بالسّلام دعوت له بالرحمة؛ ليزول عنه المرهوب ويحصل له المطلوب" (١).

• قوله: "وبركاته": البركة بمعنى النماء والزيادة من كل خير، وهذه البركة تشمل:

أ - البركة في حياته، ويدخل فيها البركة في طعامه، وشرابه، وكسوته، وأهله، وعمله.

ب - البركة بعد موته بكثرة أتباعه واتباعهم له فيما شرع (٢). قال العلامة ابن عثيمين "وبركاته: جمع بركة، وهي الخير الكثير الثابت؛ لأن أصلها من البركة - بكسر الباء - والبركة: مجتمع الماء الكثير الثابت، والبركة: هي: النماء والزيادة في كل شيء من الخير، فما هي البركات التي تدعو بها للرسول بعد موته؟ ففي حياته ممكن أن يبارك له في طعامه، في كسوته، في أهله، في عمله، فأما البركة بعد موته: فبكثرة أتباعه، وما يتبع فيه، فإذا قدرنا أن شخصًا أتباعه مليون رجل، وصار أتباعه مليونين فهذه بركة، وإذا قدرنا أن الأتباع يتطوعون بعشر ركعات، وبعضهم بعشرين ركعة صار في الثاني


(١) انظر: الشرح الممتنع (٣/ ١٥٢).
(٢) انظر: الشرح الممتع (٣/ ١٥٣).

<<  <   >  >>