للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن ذلك ما ثبت عن النبي أنه قال: "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من فتنة الدجال" رواه مسلم (١).

واختلف فيه، فقال بعض الرواة "من أول سورة الكهف".

وقال بعضهم "من آخرها" وكلاهما في الصحيح، لكن الترجيح لمن قال: "من أول سورة الكهف" لأن في صحيح مسلم من حديث النواس بن سمعان (٢) في قصة الدجال "فإذا رأيتموه فاقرأوا عليه فواتح سورة الكهف" (٣) ولم يختلف في ذلك، وهذا يدل على أن من روى العشر من أول السورة حفظ الحديث، ومن روى من آخرها لم يحفظه.

الخامس: أن المقصود إنما هو المعنى والتعبير عنه بعبارة مؤدية له، فإذا عبر عنه بإحدى العبارتين حصل المقصود، فلا يجمع بين العبارات المتعددة.

السادس: أن أحد اللفظين بدل عن الآخر، فلا يستحب الجمع بين البدل والمبدل معًا، كما لا يستحب ذلك في المبدلات التي لها إبدال والله أعلم (٤)

* * *


(١) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي برقم (٨٠٩) وذكر مسلم أيضًا هذا الاختلاف فقال: قال شعبة: من آخر الكهف، وقال همام من أول الكهف كما قال هشام.
(٢) النواس في سمعان بن خالد بن عمرو العامري الكلابي: له ولأبيه صحبة وحديثه عند مسلم في صحيحه الإصابة (٣/ ٥٤٦).
(٣) أخرجه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه (٢٩٣٧).
(٤) جلاء الأفهام (٣٧٣ - ٣٧٩) بتصرف.

<<  <   >  >>