للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ب لم يكن جمهور الخلل في معجم الجمهرة ناشئاً عن قصور ابن دريد في التّصريف، كما قال بعض العلماء بل هو ناشيء عن أسباب مختلفة، منها ما يتّصل بمنهج ابن دريد، ومنها ما يتّصل برؤيته الخاصّة لبعض المسائل اللّغويّة ومنها ما يحمل على السّهو، ومن أبرز تلك الأسباب:

١ اضطراب منهجه.

٢ ارتجاله الجمهرة وإملاؤه إيّاها من محفوظه.

٣ نظرته الخاصّة إلى هاء التّأنيث.

٤ نظرته الخاصّة إلى الحرف الزّائد اللاّزم (حرف الإلحاق) .

٥ نظرته إلى صورة اللّفظ.

٦ تأثُّره بتداخل الأصول اللّغويّة.

ولذا ينبغي أنْ تحفظ لابن دريد مكانته العلميّة الّتي تليق بعالم لغويّ متقدّم خَطَا بالصّنعة المعجميّة خطوة موفّقة إلى الأمام، وبرع في اشتقاق الألفاظ، ولم يقصّر في التّصريف، ولا يضيره ألاّ نضعه في منزلة أبي عليّ الفارسيّ أو تلميذه ابن جنّي، فهذان من أعلام التّصريف في العربية، ومن رواده المشهود لهم بالتفوّق.

وحَسْبُ ابن دريد أنّ يقال: إنّه كان على قدر كافٍ من الإلمام بالتّصريف، إلى الحدّ الذي يُؤهّله لوضع معجم لغويّ يقوم أساساً على معرفة أصول الألفاظ، وما يعتريها من زوائد، ولولا الأسباب السّتة التي ذكرتُها في هذا البحث لجاء معجم ((الجمهرة)) في وضع أفضل.

رحم الله ابن دريد، وأجزل له المثوبة، كفاء ما بذله من جهد في سبيل صناعة المعاجم العربية.

الحواشي والتعليقات

ينظر: المقتصد في شرح التكملة ٢/٨٣٣.

البصائر والذخائر ٩/٢٠.

ينظر: البغداديات ٩٦.

الخصائص ٣/٢٨٨.

سر صناعة الإعراب ٢/٥٦٨، ٥٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>