وقد عالج البحث هذه القضية علاجاً منهجياً غير مسبوق، كما يرى القارئ المنصف ذلك واضحاً كل الوضوح وسيقدّره كل التقدير إن شاء الله - والله ولي التوفيق.
• • •
أبادر فأقول متسائلاً: هل تتأتى الضرورة الشعرية في القرآن الكريم؟
هذا السؤال هو المحور الذي تدور عليه الدراسة في هذا البحث ...
وقبل الإجابة عن ذلك ينبغي أن نستعرض معاً بعض ما جاء في تراثنا العربي العريق، وإليك البيان بالتفصيل:
جاء في كتاب سيبويه إمام النحويين أجمعين.. ثلاثةُ أبواب عن الضرورة الشعرية، جاء أولُها وأطولُها تحت عنوان:(هذا باب ما يحتمل الشعر)(١) .
وقد أوْرد فيه الإمام العبقري كثيراً من الشواهد التي تدخل في هذا الإطار، وكان كعادته دائماً متألِّقاً ومحلِّقاً في الأفق البعيد ... ذلك الذي يعزّ على كثير من فطاحل العلماء في السابقين واللاحقين، وفي الشرق والغرب على السواء
هذا إلى أن بعض الشواهد التي أوردها الإمام الملهم تستحق الوقوف عندها، وتستوجب النظر فيها ... ومن تلك الشواهد قول الأعشى:
(وأخو الغوانِ متى يشأْ يَصرِمْنَهُ
ويكُنَّ (٢) أعداءً بُعَيْدَ وِدَادِ)
حيث جعل حذف الياء من كلمة (الغوانِ) من باب الضرورة الشعرية ... وفي ذلك نظر أيّ نظر!
وقبل أن نخوض في غمار البحث ...... ... وقبل أن نقرر شيئاً من الأحكام ... ينبغي أن نلقي الضوء الساطع على ((مفهوم الضرور الشعرية)) ليكون القارئ الكريم على بيّنة من القضية التي يعالجها هذا البحث ... وإليك البيان بالتفصيل: