للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٥- ... ماروى عن عبد الرحمن بن غنم قال: سألت معاذ بن جبل أأتسوك وأنا صائم؟ قال: نعم، قلت: أي النهار؟ قال: غدوة أو عشية، قلت: إن الناس يكرهونه عشية، ويقولون: إن رسول الله ش قال: ((لخلوف (١) فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)) ، قال: سبحان الله لقد أمرهم رسول الله ش بالسواك حين أمرهم وهو يعلم أنه لابد أن يكون بفم الصائم خلوف وإن استاك وما كان بالذي يأمرهم أن ينتنوا أفواههم عمداً، مافي ذلك من الخير شيء بل فيه شر إلا من ابتلى ببلاء لا يجد منه بداً (٢) .

استدل أصحاب القول الثاني بالأدلة التالية:

١- ... حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ش: (. . .والذي نفسي بيده لخلَوفَ فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) (٣) .

وجه الدلالة من الحديث: أن النبي ش قد بين أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، والسواك يقطع ذلك فوجب أن يكره (٤) .

٢- ... حديث خباب بن الأرت رضي الله عنه أن النبي ش قال: (إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي فإنه ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشي إلا كانتا نوراً بين عينيه يوم القيامه) (٥) .


(١) خُلوف بضم الخاء المعجمة: هو مايخالف بعد الطعام في الفم من ريح كريهة لخلاء المعدة من
الطعام. انظر: النظم المستعذب ١/١٣، المجموع ١/٢٧٥، طرح التثريب ٤/٩٥
(٢) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٢٠/٧٠ وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير: إسناده جيد، وحسنه الألباني في إرواء الغليل ١/١٠٦
(٣) أخرجه البخاري ٢/٢٢٦ في كتاب الصوم باب فضل الصوم، ومسلم ٢/٨٠٧ في كتاب الصيام باب فضل الصيام. .
(٤) انظر: المهذب ١/١٣، المغني ١/١٣٩.
(٥) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٤/٢٧٤ في الطهارة باب من كره السواك بالعشي، وضعفه وأقره النووي في المجموع ١/٢٧٩، وضعفه الألباني في إرواء الغليل ١/١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>