للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخاتمة: في بيان القول الراجح وأسباب ترجيحه.

وآخراً أرجو من الله العلي القدير أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن يعفو عن زلاتنا، ويجبر تقصيرنا، إنه على كل شيء قدير، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

تمهيد: في معنى الوضوء والنقض والإبل

- في معنى الوضوء:

الوضوء في اللغة (١) مشتق من الوضاءة وهي النظافة والحسن، وهو بضم الواو اسم للفعل، وبالفتح اسم للماء الذي يتوضأ به، وفي قول عند أهل اللغة فتح الواو فيها، وفي آخر ضم الواو فيهما، والأول هو المشهور، والأخير هو أضعفها وأما في الاصطلاح الشرعي فسنكتفي بذكر تعريف واحد في كل مذهب:

الحنفية:

الوضوء (هو غسل الأعضاء الثلاثة ومسح الرأس) (٢) .

المالكية:

الوضوء (غسل أعضاء مخصوصة على وجه مخصوص) (٣) .

الشافعية:

الوضوء (أفعال مخصوصة مفتتحة بالنية) (٤) .

الحنابلة:

الوضوء (استعمال ماء طهور في الأعضاء الأربعة وهي الوجه واليدين والرأس والرجلان، على صفة مخصوصة) (٥) .

- في معنى النقض:

النقض في اللغة (٦) إفساد الشيء بعد إحكامه، تقول: نقضت البناء إذا هدمته ونقضت الحبل إذا حللت برمه، ومن المجاز استعماله في المعاني كنقض العهد والوضوء.

وأما في الاصطلاح الشرعي فالفقهاء متفقون على معنى نقض الوضوء وإن اختلفت عباراتهم، وهذا بعض منها:

الحنفية: قال الإمام الخوارزمي في الكفاية (٧) - تحت عنوان [فصل في نواقض الوضوء]-:

( ... والنقض متى أضيف إلى الأجسام يراد به إبطال تأليفها، ومتى أضيف إلى غيرها يراد به إخراجه عما هو المطلوب منه ... والمطلوب هنا من الوضوء استباحة الصلاة) .

المالكية: قال الإمام البناني في حاشيته على الزرقاني (٨) :

(نقض الوضوء: رفع استمرار حكمه) .

الشافعية: قال الإمام الأنصاري في أسنى المطالب (٩) :

(نواقض الوضوء يعني ما ينتهي به الوضوء) .

<<  <  ج: ص:  >  >>