للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولئن اختلف العلماء في الطيور وسائر الحيوانات والحشرات هل لها لغات وأفهام وعقول (١) ؟ فقد أثبتت الدراسات الحديثة في القرنين الأخيرين أن لكل جماعة لغة يتفاهم بها أفرادها حسب مراداتهم ومدركاتهم، وذلك مظهر حي ووجه من وجوه الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، لكن يجب التنبه إلى أن ما توصل إليه بعض العلماء في هذا المجال يظل معتمداً على المراقبة والاجتهاد، وحبيس الظن والحدس، ولا يمكن أن يرتقي إلى العلم اللدني الذي تفضل الله به على نبيه سليمان عليه السلام على وجه الخارقة والمعجزة (٢) خلافاً للمتفلسفة الذين ((لم يُقرّوا بأن الأنبياء يعلمون ما يعلمونه بخبر يأتيهم من الله، لا بخبر ملك ولا غيره، بل زعموا أنهم يعلمونه بقوة عقلية، لكونهم أكمل من غيرهم في قوة الحدس، ويسمون ذلك القوة القدسية)) (٣) .


(١) انظر ابن العربي: أحكام القرآن ٣/١٤٤٩، الآلوسي: روح المعاني ١٩/١٧٢.
(٢) انظر سيد قطب: الظلال ٥/٢٦٣٤، عبد الحميد طهماز: المعجزة والإعجاز في سورة النمل ص٥٢، أمين محمد عثمان: حياة الحيوان، مجلة الوعي الإسلامي ص ٦٥، العدد ٣٤٨، شعبان ١٤١٥هـ.
(٣) ابن تيمية: درء تعارض العقل والنقل ١/١٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>