للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما ذكر الحميدي أن أبا بكر علي بن أحمد الفقيه أنشده قول ابن الفرضي:

إن الذي أصبحت طوع يمينه

إن لم يكن قمرا فليس بدونه

ذُلّي له في الحبّ من سلطانه

وسقام جفني من سقام جفونه (١)

وقد ذكر ابن بشكوال أن ابن الفرضي لما عاد إلى قرطبة من المشرق كان قد جمع علما كثيرا في فنون العلم (٢) ، كما ذكر ابن حيان أن رحلته إلى المشرق قد أكسبته علما حيث أخذ عن شيوخ عدة فتوسع جدا وكان جماعا للكتب فجمع منها أكثر ما جمع أحد من عظماء البلد (٣) .

ولا شك أن هذا النبوغ العلمي المتعدد النزعات هو الذي أهله لأن يطلب منه أهل مصر الإقامة عندهم لكنه قال لهم: (من المروءة النزاع إلى الوطن) (٤) كما أهله لقراءة الكتب في عهد العامريين، وأن يتولى قضاء مدينة بلنسية في عهد الخليفة محمد بن عبد الجبار المهدي (٥) .

ثانياً: مؤلفاته:

ذكر المؤرخون أن ابن الفرضي لما عاد من رحلته إلى المشرق شرع في التأليف، فصنف عددا من الكتب في فنون مختلفة، وأنها كانت ذات قيمة علمية، وتدل بوضوح على غزارة علمه، وسعة مداركه وقدراته العلمية لا سيما في علمي الحديث وتاريخ الرجال، ولكي تتضح الصورة في هذه القضية لابد من التعريف بهذه المؤلفات، حيث قسمتها إلى قسمين هما:

أولاً: الكتب المفقودة (٦) :

١ - المؤتلف والمختلف:


(١) جذوة المقتبس ص ٢٣٩.
(٢) ابن بشكوال: الصلة ص ٢٥٢.
(٣) ابن بشكوال: الصلة ص ٢٥٣ (نقلا عن ابن حيان) .
(٤) ابن سعيد: المغرب ج١ ص١٠٤ (نقلا عن الحجارى) .
(٥) الحميدي: جذوة المقتبس ص ٢٣٧.
(٦) حينما نقول مفقودة فإننا لا نقطع بفقدها لكن ذلك بحدود علمنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>