للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن هذا الكتاب يعنى بالأدباء والشعراء فابن الفرضي حينما يتحدث عن الرجال كان ينطلق في حديثه من خلال هذه النزعة فقد قال عن فرج بن سلام: (هذا أحد أكابر الأدباء ... وكان ذا عناية شديدة بعلم اللغة ورواية الشعر ...) (١) كما قال عن سلمان بن وانشوس: (ومن أدباء الأشراف ...) (٢) أما أبو عبد الله محمد بن سعيد الموسى الزجالي فقال عنه: (كان يلقب بالأصمعي لعنايته بالأدب وحفظ اللغة) (٣) .

يبدو أن هذا الكتاب لم يطلق عليه مؤلفه اسما معينا ولهذا اجتهد المؤرخون والكتاب في تسميته، كما يبدو أنه كان كتابا موسوعيا في بابه إذ أن النقول التي وصلت إلينا منه توحي بسعته، وتشعب موضوعاته الأدبية، كما أن مؤلفه قد قسمه حسب المستوى الاجتماعي لكل أديب أو شاعر فمن الأدباء الأشراف ذكر الوزير أبا غالب تمام ابن أحمد بن غالب، وسلمان بن وانشوس (٤) ، ومن أدباء بني مروان أبا محمد القاسم ابن محمد (٥) ومن الأدباء الوزراء هاشم بن عبد العزيز (٦) . وهكذا جاءت تقسيمات ابن الفرضي لأولئك الأدباء حسب طبقاتهم ومكانتهم الاجتماعية، وهذا ما يوحي به عنوان الكتاب الذي أشار إليه ابن حيان.

كما يستوحى مما وصل إلينا من نقول إجادة ابن الفرضي للغة العربية وأنه يملك أسلوبا أدبيا متميزا بالطراوة والحبك، ولعل هذا من العوامل التي جعلت ابن بشكوال يصف هذا الكتاب بأنه كان حفيلا بأخبار شعراء الأندلس (٧) ، كما قال عنه الذهبي: بأنه تصنيف مفرد (٨) ، وهذا مما يؤكد أن النزعة الأدبية كانت قوية لدى ابن الفرضي حيث لم تؤثر عليها النزعات العلمية الأخرى، بل إن هذه النزعات قد تضافرت جميعا في تكوين وصقل شخصيته العلمية.


(١) المصدر السابق ص ١٦٤.
(٢) المصدر السابق ص ١٨٩.
(٣) المصدر السابق ص ٣٣.
(٤) المصدر السابق ص ١٨٩.
(٥) المصدر السابق ص ٢٠٠.
(٦) المصدر السابق ص ١٦٩.
(٧) سير أعلام النبلاء ج١٧ ص١٧٨.
(٨) تذكرة الحفاظ ج٣ ص١٠٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>