للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونظراً لكون اسماعيل بن إسحاق قد عاش بعض عمره في مدينة أستجة، فقد أخذ عنه ابن الفرضي بعض ما يتعلق بتاريخ علمائها من أمثال إبراهيم بن حزم (١) ، وأحمد بن محمد بن مسونة (٢) ، وحسان بن عبد الله بن حسان (٣) وغيرهم، وهذا مما يؤكد حرص ابن الفرضي على تحري الدقة في مصادره وأخذ المعلومات من مظانها القريبة.

وبالإضافة إلى ما سبق فقد أخذ ابن الفرضي من إسماعيل وبسند متصل كثيراً من الأخبار المتعلقة بعلماء أندلسيين آخرين، ومن ذلك وصايا بقي بن مخلد لمالك بن يحيى القرشي حينما ولي احدى الولايات (٤) ، كما روى عنه مشافهة بعض الأخبار التي سوف نذكرها في الفقرة الخاصة بها - إن شاء الله تعالى -.

وكان إسحاق بن سلمة بن لبيب بن بدر القيني أحد علماء ريّة ممن أفاد من كتبهم ابن الفرضي، إذ كان القيني حافظاً لأخبار أهل الأندلس معتنياً بها، حيث جمع كتاباً في أخبار الأندلس أمره بجمعه المستنصر بالله (٥) ، وقد جاءت نقولات ابن الفرضي عن القيني في مواضع مختلفة من كتابه (٦) .

ومن الذين أفاد منهم ابن الفرضي عبيد الله بن الوليد بن محمد المعيطي أحد علماء قرطبة، سمع من عدد من علمائها كما كان عالماً بالفتيا حافظاً للأخبار والأشعار، توفي سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة (٧) .

وقد جاءت إفادات ابن الفرضي من المعيطي، كإفاداته من الرازي مقتصرة في معظمها على تاريخ سني الوفيات للرجال، إلا أن أخذه عن المعيطي كان أقل من الرازي (٨) .


(١) المصدر السابق ترجمة ٣٥.
(٢) المصدر السابق ترجمة ١٢٥.
(٣) المصدر السابق ترجمة ٣٦٠.
(٤) المصدر السابق ترجمة ١٩٤.
(٥) المصدر السابق ترجمة ٢٣٨.
(٦) انظر ترجمة ١٥، ١٣٠، ١٣٩، ١٤١، ١٧٥، ٣١٦، ٤١٩، ٥١٣، ٦١٥، ٧٩٥، ٨٨٢.
(٧) المصدر السابق ترجمة ٧٦٩.
(٨) انظر ترجمة ١١٨، ١٢٤، ١٤٣، ٢٣٥، ١٠٠٠، ١٠١١، ١٢٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>