لها: أي لفرتنى وهي آثار بيتها. لستة أعوام: أي بعد أن مضت هذه المدة فلم أره، فاللام في قوله: لستة أعوام: بمعنى: عند، تفيد توقيت الفعل الذي دلت عليه آيات من قوله: توهمت آيات؛ لأن آيات تدل على معنى دلائل ديار القوم التي تركوها، كما تقول: كتبت لعشر خلون، أي: بعد عشر. (٤٢)
لأياً: (وهي رواية الديوان) أي: أبينها بياناً متعباً.
كجذم الحوض: أي: أصله. خاشع: منحط إلى الأرض منهدم.
النؤي: حفير يحيط بالخيمة ليمنع دخول مياه الأمطار إلى البيت.
وهو يصف خلاء ديار أحبته، وتنكرها عليه لتغيرها بعده، وأنه لم يعرفها إلا توهماً وتذكراً بما عاين من آياتها، وهي علاماتها كالأثافي والرماد والنؤي وغيرها.
والبيتان للنابغة الذبياني في ديوانه من قصيدة في مدح النعمان بن المنذر (٤٣) ، ويعتذر إليه مما وشت به بنو قريع بن عوف من تميم، ويهجو مرة بن ربيعة، أو ابن قريع لما قذف عليه عند النعمان.
منّي وما سَمِعُوا مِنْ صَالح ٍدَفَنُوا
(١٦) إنْ يَسْمَعُوا رِيبةً طاروا بها فرحاً
وإنْ ذكِرْتُ بِسُوءٍ عِنْدَهُمْ أذِنوا
صُمّاً إذا سَمِعُوا خيراً ذُكِرْتُ بهِ
الشاهد: صماً، فنصبها على الذم نحو قوله تعالى " ملعونين أينما ثقفوا " (٤٤) وذلك في تفسير قوله تعالى " صم بكم عمي " فتقرأ بالنصب على معنى: تركهم صماً بكماً، أو على الذم، كما في الآية السابقة. (٤٥)
قال المبرد: ومن أهل المعاني من يريد التصام عن الحق، والتباكم والتعامي عنه، وذلك موجود في كلام العرب، ثم أورد البيتين.
والبيتان لقعنب بن أم صاحب (٤٦) ، وقد روي البيت الثاني برفع " صم "، وليس بنصبها، وذلك في جميع المصادر التي ذكرت البيتين.
و" أذنوا " الواردة في البيت الثاني بمعنى: سمعوا.
ألا يكونُ لِبَابِهِ سِترُ
(١٧) ما ضَرَ لي جاراً أجاورُهُ
وإليه قَبْلِي تنزلُ القدْرُ
ناري ونار الجار واحدة
حتى يواري جارتي خِدْرُ