للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد: قال أبو عبيدة (٦٤) : " أو كصيب " معناه: وكصيب على معنى واو النسق، وأنشد البيت ... أي: يفي ويبر ولم أعثر بقائل البيت.

لِنَفْسِي تُقَاها أوْ عليَّ فجورها

(٢٥) وقدْ زَعَمَتْ سلمى بأني فاجِرٌ

الشاهد: أنشده الفراء (٦٥) في معرض تفسير المؤلف للآية الكريمة " أو كصيب من السماء " معناه: وكصيب على معنى واو النسق ثم ذكر البيت. أي: وعلي فجورها.

وقد أورده الأنباري في " الأضداد " (٦٦) مستشهداً على أن " أو " من الأضداد، ذلك أنها تكون بمعنى الشك في قولهم: يقوم هذا أو هذا، أي: أحدهما، وتكون معطوفة في الشيء المعلوم الذي لا شك فيه، ثم ذكر البيت، وعقب بعده قائلاً: أي وعليها فجورها.

والبيت شاهد نحوي في موضوع " أو " وجاءت هنا للجمع المطلق كالواو.

والبيت لتوبة بن الحمير في ديوانه من قصيدة أولها: (٦٧)

وشَطَّتْ نواها واستمرّ مريرُها

نأتك بِلَيْلَى دارُها لا تزورُها

ورواية البيت في الديوان: وقد زعمت ليلى بأني فاجر

تَفْتَرُّ عَنْهُ الأرْضُ لَمّا أنْ سرى

(٢٦) بصيِّبٍ راحَ يَرْوي الْغُدُرَا

الشاهد: الصيب: أي المطر الذي يصوب كما قال سيبويه، وأنشد البيت شاهداً على قوله. (٦٨)

سماوة َالهلالِ حتى احقوقفا

(٢٧) طيَّ اللّيالي زلفاً فزلفا

الشاهد: سماوة: مفرد سماوات، وقد استشهد بالبيت في معرض حديثه في تفسير قوله تعالى: " ... فسواهن سبع سماوات ": وذكر أن " سماء " تكون جمعاً لسماوة، ويدل على صحة هذا قوله عز وجل " ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات "، وإذا كانت السماء واحدة فتأنيثها كتأنيث عناق. (٦٩)

واستشهد سيبويه بقول الشاعر في هذا البيت " طي الليالي " فذكر أنه نصبه على المصدر المشبه به دون الحال؛ لأنه معرفة، ولم يقصد فيه أن يجعله على إضمار فعل من غير لفظه كما تأول عليه من غلطه، ونسب إليه أنه استشهد بنصب سماوة على المصدر المشبه به. (٧٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>