وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى:" إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلاً يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً وما يضل به إلا الفاسقين "[سورة البقرة ٢٦]
لعلاتٍ وَأمكم رَقوبُ
(٣٧) ألا تَحْيُون مِنْ تكثير قوم
الشاهد: في قوله " تحيون "؛ فالعرب تقول: حييت أحيا حياء، واستحييت أستحيي استحياء، وأنشد البيت شاهداً على ذلك. وجاء في لسان العرب (١٢٢) : وقال أبو زيد: يقال حييت من فعل كذا، وكذا أحيا حياء:
أي: استحييت، وأنشد البيت، ثم قال: معناه: ألا تستحيون.
وعلات: يقال: بنو علات: بنو رجل واحد من أمهات شتى، سميت بذلك؛ لأن الذي تزوجها على أولى قد كانت قبلها، ثم عَلَّ من هذه.
قال ابن بري: وإنما سميت عِلّة؛ لأنها تعل بعد صاحبتها من العلل (١٢٣) .
والرَّقوب: التي لا يعيش لها ولد. والبيت في لسان العرب دون عزو (١٢٤) ونسب إلى عبيد بن الأبرص في الأمالي الشجرية (١٢٥) . والبيت ليس في ديوانه.
عَلَيَّ مِنَ الحَقِ الّذي لا يُرَى لِيا
(٣٨) وإني لأستحيي أخي أن أرَى لهُ
الشاهد: لأستحيي: حيث خرج الاستحياء هنا في موضع الأنفة.
وذكر المبرد (١٢٦) أن هذا البيت يحمله قوم على خلاف معناه، وإنما تأويله: إني لأستحي أخي أن يكون له عليّ فضل، ولا يكون لي عليه فضل، ومني إليه مكافأة؛ فأستحي أن أرى له عليّ حقاً لما فعل إليّ، ولا أفعل إليه ما يكون لي به عليه حق، وهذا من مذاهب الكرام، ومما تآخذ به أنفسها. ونسب المبرد البيت إلى جرير، ولم أعثر عليه في ديوانه، وهو غير منسوب في لسان العرب (١٢٧) وفيه: معنى: وإني لأستحيي: آنف من ذلك.