للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى " مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم * الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ". [البقرة: ٢٦١ ٢٦٢]

عمرو بن ميمون لئامَ الناتِ

(٥٦) يا لَعَنَ اللهُ بني السَّعلاتِ

الشاهد: قوله: لئام النات، أراد لئام الناس، فحول السين تاء؛ لأن التاء والسين مهموستان؛ فهما يتعاقبان، وقد استشهد المؤلف بهذا الشعر على قراءة من أدغم في قوله تعالى: " أنبتت سبع سنابل "

وهذا الرجز أنشده أبو عمرو بن العلاء، وقيل وكان يزعم أن الرجز والرجس بمعنى واحد، وأنها مقلوبة، قلبت السين زاياً، كما قلبت شئز

وهي: شئس، بسين، وكما قالوا: قربوس وقربوز، وكما قال الشاعر: يا لعن الله ... البيت وهو يريد لئام الناس، فقلبت السين تاءً. (١٧٩)

والشعر في كثير من كتب النحو مع اختلاف في بعض الألفاظ، وورد في لسان العرب عن أبي زيد (١٨٠) ، قال: من العرب من يجعل السين تاءً، وأنشد لعلباء بن أرقم: (١٨١)

يا قبَّحَ الله بني السّعلات

عمرو بن يربوع شرار الناتِ

ليسوا أعفّاءَ ولا أكياتِ

يريد الناس والأكياس.

ووردت الأبيات في نوادر أبي زيد الأنصاري. (١٨٢)

وإن نعموا لا كدروها ولا كدُّوا

(٥٧) وإنْ كانَت النُّعمى عليهم جزوا بها

الشاهد: استشهد المؤلف بهذا البيت عند تفسيره لقوله تعالى: " ثم لا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذىً " إذ حث الله عباده على مكارم الأخلاق، فحظر عليهم المن بالصنيعة، واختص به صفة لنفسه؛ لأنها من العباد تكدير وتعيير، ومن الله إفضال وإنعام، كقول الشاعر: وإن كانت..البيت.

وقد نسب المؤلف البيت إلى طرفة، ولم أعثر به في ديوانه.

كلفته للعُرفِ إعظامَكا

(٥٨) ما تم معروف عند امرئ

<<  <  ج: ص:  >  >>